هل إعلان بايدن إنهاء المهمة القتالية في العراق مجرد تضليل؟

إعداد - رؤى خضور

2021.07.27 - 05:08
Facebook Share
طباعة

 بعد اجتماع في البيت الأبيض يوم أمس بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أعلن الجانبان عن اتفاق على انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق بحلول نهاية العام الحالي، وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً جاء فيه أنه لن تكون هناك قوات أمريكية ذات دور قتالي في العراق بحلول 31 كانون الأول/ديسمبر 2021، وفقاً لوكالة رويترز.

وقالت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، جين بساكي "مهمة الولايات المتحدة في العراق اليوم تغيرت لتصبح تقديم المشورة والتدريب بشكل أكبر".

وذكر موقع المونيتور أن السكرتير الصحافي للبنتاغون، جون كيربي، لم يحدد الأسبوع الماضي النسبة المئوية من القوات القتالية التي ستبقى في العراق، لكنه أقر بأن مهمتهم هناك "تتمثل في تقديم المشورة والمساعدة".

وقال ميك مولروي، كبير مسؤولي وزارة الدفاع الأمريكية السابق لشؤون الشرق الأوسط والمحلل الحالي لشبكة إيه بي سي نيوز "لم تشارك القوات الأمريكية بشكل مباشر في العمليات القتالية في العراق منذ فترة، هي تقوم بدور استشاري فقط".

وفي هذا السياق، كتب دانيال ديبتريس، زميل في أولويات الدفاع، في صحيفة NBC News في 27 تموز/يوليو أن "الإعلان الأخير لبايدن لن يغير كثيراً في العمليات العسكرية الأمريكية في العراق، ناهيك عن إنهائها".

ومازال مسؤولو الأمن القومي الأمريكيون يبررون الوجود العسكري الأمريكي في العراق على أساس مكافحة الإرهاب، لكن بالنظر إلى التراجع الكبير لتنظيم داعش الإرهابي، يتساءل المرء لم الإبقاء على 2500 جندي أمريكي في العراق؟

يجادل بعض الخبراء أنه نظراً لموقع العراق وأهميته في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة ستحتفظ بحصة لها فيه، ولكن لم الولايات المتحدة مهتمة بالشرق الأوسط؟

بحسب ديبتريس، فإن الناتج المحلي الإجمالي للمنطقة يعادل تقريباً حجم كاليفورنيا وحدها، وصحيح أن الشرق الأوسط يمثل نحو نصف احتياطيات النفط المؤكدة في العالم، إلا أن صدمات أسعار النفط تميل إلى أن تكون متقطعة وقصيرة المدى ولا تتأثر بعدد القوات الأمريكية المنتشرة في المنطقة في أي وقت.

ومازال آخرون، بمن فيهم الكاظمي، يذكرون أن الدعم العسكري واللوجستي الأمريكي أمر بالغ الأهمية للجيش العراقي فيما يواصل عملياته ضد داعش، ومع ذلك، بحسب الكاتب، لا ينبغي للجيش الأمريكي أن يعمل في مهام التدريب والإرشاد والشرطة نيابة عن جيوش بلاد أخرى، لا سيما في العراق، الذي دأب المستشارون الأمريكيون على تدريب قواته منذ ما يقرب من عقدين، وإذا كان الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية يتوقف على مقتل آخر مقاتل من داعش على الأراضي العراقية أو تشكيل جيش عراقي كامل الكفاءة والاكتفاء الذاتي، فلن تغادر القوات الأمريكية أبداً.

وأضاف الكاتب، إذا كانت إدارة بايدن تتطلع إلى إجراء تغيير حقيقي في الموقف الأمريكي في العراق، فعليها أن تتجاوز إعادة التصنيف وتنهي الوجود الأمريكي هناك.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6