اليمن.. إجماع دولي لإنهاء الصراع

إعداد - رؤى خضور

2021.07.23 - 01:13
Facebook Share
طباعة

أكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، يوم الأربعاء، على وجود إجماع دولي وإقليمي غير مسبوق لإنهاء الصراع في اليمن، وقال "نأمل أن يساعد الإجماع الدولي والإقليمي في الدفع باتجاه وقف شامل لإطلاق النار وإيجاد حل سياسي لأزمة البلاد"، وفقاً لوكالة رويترز.

بعد أن تلقى التحالف الذي تقوده السعودية دعماً مادياً واستخباراتياً من إدارتي باراك أوباما ودونالد ترامب، والذي ارتكب جرائم حرب ضد المدنيين اليمنيين وكان عاملاً رئيساً في الأزمة الإنسانية الأكثر حدة في العالم، وبعد إعلان جو بايدن إنهاء العمليات الهجومية في اليمن في شباط/ فبراير هل ستكون السعودية دون دعم أمريكي أكثر ميلاً للانسحاب؟

يبدو أن الإجابة هي "نعم" بحسب الصحافية بوني كريستيان في مقال نشرته صحيفة Newsweek في 21 تموز/يوليو، إذ شير التقارير الأخيرة إلى أن الرياض قد تكون على وشك التوصل إلى اتفاق خروج بوساطة عُمان مع حركة أنصار الله.

وأضافت كريستيان أنه من غير المؤكد أنه سيتم بالفعل التوصل إلى صفقة بين السعودية وأنصار الله الذين أصروا مؤخراً على إنهاء الحصار كشرط إنساني مسبق للمفاوضات، وهو تنازل يبدو أن الرياض تكره منحه.
علاوة على ذلك، يسعى أنصار الله إلى الخروج الكامل للقوات الأجنبية من اليمن، في حين تريد السعودية ضمانات أمنية على الحدود، بما في ذلك وجود عسكري سعودي طويل الأمد في اليمن، لذلك فإن تضارب المصالح كبير، وحتى إذا أمكن التغلب عليها يبقى السؤال ما إذا كانت الهدنة ستستمر.

وبحسب الكاتبة، حتى لو نجحت الدبلوماسية وانتهى الحصار وانسحب التحالف الذي تقوده السعودية، فمن غير المرجح أن ينعم اليمن بسلام على الفور، لذا من المحتمل ألا يتم حل الحرب الأهلية في اليمن عندما يرحل التحالف، فإنهاء التدخل لا يعني دائماً إنهاء الحرب بأكملها، إذ سيظل اليمن يعاني من الانقسام الداخلي الذي قد يؤدي إلى مزيد من القتال.

لكن بالرغم من ذلك كله، هناك بعض من الأمل يظهر في تقارير عن تحرك دبلوماسي نحو إنهاء الحصار والضربات الجوية السعودية، والتي لها سجل مخزٍ من الضربات على أهداف مدنية مثل الأسواق والمدارس والمستشفيات والأكثر شهرة حافلة مدرسية. وحتى لو استمرت الحرب الأهلية، كما هو مرجح، فإن إنهاء هذين الجزأين من الصراع الحالي سيكون بمثابة نعمة كبيرة للشعب اليمني، إذ ستتحسن لوجستيات المساعدات الإنسانية، ويمكن بالتالي تجنب المجاعة.
أما في حال غياب هذا التغيير، تتوقع الأمم المتحدة أن يموت أكثر من 400 ألف طفل يمني دون سن الخامسة بسبب سوء التغذية في العام 2021 وحده، وهذا بحد ذاته رعب إنساني يجب إيقافه حالاً.

أخيراً، من السابق لأوانه القول بأن تحرك بايدن في شباط/فبراير قد قلص المدة الإجمالية للصراع في اليمن، لكن حتى الآن يبدو أن الموقف الأمريكي الجديد لم يكن رصاصة سحرية لإيقاف حرب الموت في البلاد، وبالتأكيد لم يُلغِ الأذى الهائل الذي تسبب به دعم واشنطن السابق للتحالف. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4