تدويل الأزمة اللبنانية عسكرياً.. تجربة "المارينز" غير مشجعة

يوسف الصايغ - بيروت

2021.07.13 - 05:05
Facebook Share
طباعة

 على وقع إستمرار الأزمة السياسية ومراوحة الأزمة الحكومية مكانها ما يشي بإستعصاء الحل، حيث ترجح المعلومات أن يتجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الى الإعتذار في غضون أيام، ما يعني الدخول في مزيد من التأزم، وبالتزامن هناك توجه أوروبي نحو فرض عقوبات على شخصيات سياسية لبنانية على خلفية عرقلة تشكيل الحكومة.

 وتم وضع هذه الخطوة في سياق التمهيد من أجل تدويل الملف اللبناني، خصوصا وانها استبقت بتوصية صادرة عن "بعثة تقصي الحقائق الفرنسية حول الاستقرار في الشرق الأوسط"، والتي قضت بـ"نشر قوة عملياتية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة والبنك الدولي، من أجل تعزيز الأعمال الإنسانية (الغذاء، الأدوية، الرعاية الصحية، المدارس...) والأعمال التنموية (مياه، كهرباء...)"، ما يطرح السؤال حول المغزى الحقيقي لهذه الخطوة، وما اذا كانت بمثابة مقدمة لدخول الأزمة اللبنانية في نفق التدويل على المستوى العسكري، بعد ان بات الملف مدوّلاً على المستوى السياسي، والتي اتضحت معالمه بعد زيارة السفيرتين الأميركية والفرنسية في لبنان الى الرياض، ولقائهما وزير الخارجية السعودي لبحث الأزمة السياسية في لبنان.

في هذا السياق أشار الخبير العسكري والاستراتيجي ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات العميد المتقاعد هشام جابر، في تصريح لوكالة أنباء آسيا الى أن "الملف اللبناني لم يكن محليا في يوم من الأيام منذ الإستقلال وحتى اليوم، ورئيس لبنان ينتخب في الخارج دائما واي مشكلة تحصل في لبنان يتم تدويلها، فاتفاق الطائف كان دوليا وبرعاية الدول الكبرى، وكذلك الامر بالنسبة لاتفاق الدوحة وبالتالي فإن الملف السياسي اللبناني قادم حتما الى التدويل لأنه غير قابل للحل محلياً".

اما على الصعيد التدويل على المستوى العسكري، يؤكد جابر ان "هذا الأمر غير مسموح به، لأن فئة كبيرة من اللبنانيين ترفض الوجود العسكري الاجنبي ولدينا تجارب سابقة وادت الى الفشل، مشيرا  في هذا الإطار الى دخول القوات البحرية "المارينز" الاميركية الى لبنان عام 1983 تحت مظلة القوات المتعددة الجنسيات آنذاك، ولكن انتهى الأمر بكارثة بعد الانفجار الذي استهدف قوات المارينز في بيروت، وهذا الامر قد يتكرر اذا حصل تدويل عسكري ودخلت قوات اجنبية الى لبنان تحت ستار قوات الطوارىء الدولية " اليونفيل"، فهذه الخطوة ليست بريئة واذا رفض لبنان دخول قوات عسكرية اميركية او فرنسية، فعندها يمكن ان تدخل هذه القوى تحت علم اليونفيل".

 كما يلفت العميد جابر الى ما تم طرحه منذ فترة لجهة تعديل مهام اليونفيل وتوسيع صلاحياتها للقيام بأعمال مراقبة وتفتيش المنازل، كما طالب البعض ان تتولى اليونفيل مراقبة الحدود بين لبنان وسوريا، لكن هذا امر جدلي يمكن ان يؤدي الى مزيد من الانقسام السياسي، واحداث فوضى أمنية نحن لسنا بحاجة اليها في لبنان".

ويرى العميد جابر ان "الحل بالدرجة الاولى يكون عبر تقوية الجيش اللبناني، معتبرا ان انتقاد سلاح حزب الله لا قيمة فعلية له، قبل الاتفاق على استراتيجية دفاعية وطنية واضحة المعالم، تقوم بوضعها مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين، ومن ثم تعرض على السياسيين لان الطبقة السياسية ناقشت طيلة 15 عاما هذه الاستراتيجية ولم تصل الى مكان".

وإذ يشدد جابر على ضرورة تسليح الجيش اللبناني وتزويده بالعتاد اللازم لا سيما السلاح المضاد للطائرات، يختم حديثه مؤكدا ان "أي قوات اجنبية غير مرحب بها في لبنان، وهذا رأي نصف الشعب اللبناني ومجرد مجيئها ستحدث انقساما في البلد، كما انها ستكون في خطر، خصوصا وان هناك تجارب سابقة في هذا الاطار".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8