قلق وخوف ينتاب اللبنانيين بسبب انهيار القطاع الصحي وشح الدواء

اعداد كارلا بيطار

2021.06.21 - 12:17
Facebook Share
طباعة

وصلت الانهيار في لبنان إلى ما لايمكن السكوت عليه، من وجهة نظر كثير من اللبنانيين، وهو تهديد حياة الناس، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة، في ظل وصول الانهيار إلى القطاع الصحي، وسط عجز للمستشفيات عن توفير الأدوية الضرورية، والمستلزمات الضرورية لإجراء التصوير بالأشعة، ولإجراء عمليات هامة وضرورية لانقاذ حياة المرضى.
ويعبر ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن مدى القلق والخوف، الذي ينتابهم، جراء فكرة الذهاب إلى المستشفى، أو طلب العلاج من أي عارض صحي ألم بهم، لإدراكهم أنهم قد لا يتمكنون من إجراء عملية جراحية ضرورية، أو حتى قد لا يتمكنون من الحصول على الدواء الضروري.
وتتركز معظم التحذيرات في لبنان، سواء من قبل المواطنين أو الأطباء، بوجود نقص حاد في المستلزمات الطبية، الخاصة بجراحات مثل جراحات العظام، ومنها المفاصل الإصطناعية، ومسامير التثبيت، وكذلك المستلزمات الضرورية،جراحات القلب والأوعية الدموية، وحتى النقص في مادة (البنج) التي تعد ضرورية للتخدير قبل العمليات الجراحية.
وكانت نقابة المستشفيات اللبنانية، قد قالت في بيان لها إن "إن المستشفيات عامة، تعاني من نقص حاد في الكواشف والمستلزمات الضرورية لإجراء الفحوصات المخبرية وتشخيص الأمراض، مما جعل العديد منها يتوقف عن إجراء تلك الفحوصات للمرضى الذين يقصدونها، كما إضطرت الى تقليص عدد حالات دخول المرضى الى المستشفيات بسبب النقص المذكور" .
وتعود أزمة شح المستلزمات الطبية في المستشفيات، إلى خلاف بين مستوردي تلك المستلزمات من جانب، ومصرف لبنان المركزي من جانب آخر، حول الاستمرار في دعم شرائها بنسبة 85%، بسعر الصرف الرسمي للدولار، وتقول إدارات العديد من المستشفيات اللبنانية، إنه وفي حالة توقف دعم الدولة لتلك المستلزمات الطبية، فإن المستوردين سيبيعونها للمستشفيات، بسعر صرف الدولار في السوق الموازية. وهو ما يعني بدوره رفع المستشفيات لتعرفة عملياتها الجراحية وخدماتها الطبية، وتحميل الزيادة للمواطنين اللبنانيين، ومعظمهم غير قادر على تحمل مزيد من النفقات العلاجية.
ولأن لبنان يستورد أيضا الدواء، فإن ما يسري على استيراد المستلزمات الطبية، يسري بدوره على الدواء، إذ يعاني المواطن اللبناني من شح واضح في الدواء، وسط شهادات مؤلمة للعديد من المواطنين اللبنانيين، الذين يقولون إنهم عجزوا عن توفير أدوية لهم أو لآبائهم، خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة، مثل السكري وضغط الدم، وأن مخرجهم الوحيد كان وجود أقارب أو أصدقاء، يعملون ويعيشون في دول خليجية، أو غربية او ويقومون بتدبير احتياجات العائلة جميعها من أدوية الأمراض المزمنة.
ويجمع الكثير من اللبنانيين، بجانب جهات دولية، على أن المدخل الوحيد لانقاذ القطاع الصحي في لبنان، وكل قطاعات الدولة من الإنهيار، هو المسارعة بتشكيل حكومة لبنانية، تكون ذات مهمة إنقاذية، وتتولى علاج التداعيات التي طالت العديد من القطاعات، وبرأيهم فإن تأخر تشكيل الحكومة، والمناكفات السياسية بشأن تشكيلها، هو ما أدى إلى التدهور بكافة قطاعات الدولة اللبنانية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 2