كيف تؤثر الالعاب في سلوكيات الاطفال؟

اعداد رزان الحاج

2021.05.28 - 04:25
Facebook Share
طباعة

هل تعلم ان الدمى التي نقدمها لأطفالنا والخصال والسمات التي ننسبها إليهم قد تترك أثرا طويل الأمد في حياتهم.
بالنظر إلى القوالب النمطية السائدة في الكثير من المجتمعات حول العالم بشأن الصفات والسلوكيات والسمات التي ينبغي أن يتحلى بها الفتيان والفتيات منذ نعومة أظافرهم، فمن غير الصعب أن تعرف جذور هذه الأفكار.
وبالرغم من أن هذه الفوارق المبكرة قد تبدو غير مضرة، إلا أنها مع الوقت تترك أثرا طويل الأمد على الطريقة التي ينظر بها الأطفال إلى أنفسهم مع التقدم بالعمر، والقرارات التي يتخذونها وكذلك سلوكياتهم في المجتمع الذي يعيشون فيه.
وتترسخ هذه القوالب النمطية الجنسانية وتؤثر في المجتمع الذي يروج، دون أن يدري، لقيم لها علاقة بالاستعلاء الذكوري السام، الذي يشوه صورة المجتمع بأكمله، مهما اختلفت أفكارنا وتوجهاتنا. إذا، كيف يترك شغفنا بالقوالب النمطية الجنسانية هذا الأثر طويل الأمد على عالمنا؟
ومنذ قرون عديدة، درج الناس على الاعتقاد أن النساء أقل ذكاء من الرجال. وأجريت أبحاث علمية عديدة للبحث عن الفوارق التي تغذي هذا الاعتقاد. ومع مرور الوقت، فندت دراسات عديدة الكثير من الفوارق المزعومة بين الجنسين، لكن التحيزات الجنسانية لا تزال متجذرة في المجتمعات حول العالم.
وقد تتجلى هذه التحيزات في الطريقة التي يتعامل بها المجتمع مع الأطفال. فقد أشارت أبحاث إلى أن تعامل الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية مع الفتيات يختلف عن تعاملهم مع الفتيان، حتى لو لم يقصدوا ذلك. وتبدأ هذه التحيزات قبل الولادة، إذ يختلف وصف الأمهات لحركات الأجنة في أرحامهن عندما يكتشفن أن الجنين ذكر. فقد تصفه بأنه "قوي" أو "عنيف"، لو كان ذكرا، لكنها لن تلاحظ أي اختلافات لو لم تعرف جنس الجنين.
ومنذ أن ظهر التصوير بالموجات فوق الصوتية، دائما ما يسأل الناس الآباء والأمهات إن كان المولود ذكرا أم أنثى، وقبل ذلك كانوا يخمنون جنس المولود من حجم البطن وشكلها. وقد نستخدم كلمات مختلفة لوصف الفتيات والصبيان، حتى لو كانوا يمارسون نفس السلوك. وينسب المجتمع سمات وخصائص وهوايات معينة للذكور والإناث، وترسخها تدريجيا الدمى التي تبيعها الشركات للفتيات أو الفتيان.
وتؤدي الطريقة التي يلعب بها الأطفال دورا محوريا في نموهم العقلي، لأنها تنمي مهارات الأطفال واهتماماتهم. إذ تشجع المكعبات الأطفال على البناء، بينما تشجعهم الدمى على الرعاية والاعتناء. وتقول كريستيا براون، أستاذة علم النفس بجامعة كنتاكي: "عندما تفرض ألعاب تنمي نوعا واحدا من المهارات على نصف المجتمع، فسيكتسب نصف المجتمع مهارات معينة أو يصبح لديه اهتمامات معينة".
ومن المعروف أن الأطفال كالمحققين الصغار، يبحثون دوما عن الفئة التي ينتمون إليها من خلال الاقتداء بمن حولهم. وبمجرد ما يفهمون النوع الاجتماعي الذي ينسجمون معه، ينجذبون تلقائيا إلى الفئة التي فرضت عليهم منذ الميلاد. ولهذا تبحث معظم الفتيات من سن عامين، عن السلع وردية اللون، بينما يتجنبها الفتيان.
وليس من المستغرب أن يشعر الأطفال بالارتباط بالنوع الاجتماعي الذي ينتمون له من سن مبكرة، ولا سيما لأن الآباء والأمهات والأصدقاء في الغالب يقدمون للأطفال دمى ترتبط بالسلوكيات المتوقعة من الفتيات أو الفتيان. وتقول كورديليا فاين، الأخصائية النفسية بجامعة ملبورن، إن الأطفال بمجرد ما يفهمون الصفات المرتبطة بالنوع الاجتماعي الذي ينتمون له، يصبحون أكثر انتباها للصور النمطية المرتبطة بهويتهم الجنسانية. وهذا يؤثر على سلوكياتهم.
وأشارت دراسة إلى أن الطريقة التي تعرض بها الدمية قد تؤثر على اهتمام الطفل بها. فالدمية التي يلعب بها الفتيان عادة، قد تلفت نظر الفتيات إذا كان لونها ورديا، على سبيل المثال. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 5