الاستنزاف هل هو سيناريو ينتظر الجيش التركي في الشمال السوري
حمزة أبو الخير
في مشهد يصفه البعض بأنه انتقام أحفاد أبي بكر الصديق من أحفاد السلاطين العثمانيين، تكثر التحليلات والمخاوف لا سيما في الأوساط التركية من حرب استنزاف قادمة تستهدف جيشها.
جماعات رايدكالية، هو التوصيف الذي تطلقه الأوساط التركية والفصائل المعارضة الموالية لها على الجماعات التي تقوم بتنفيذ عمليات استهداف للجنود الأتراك.
في هذا السياق قام فصيل يسمي نفسه " انصار أبي بكر الصديق" باستهداف رتل تركي ، على طريق معبر باب الهوى – كفرلوسين، حيث تم عطب مدرعة وقتل وإصابة من فيها.
أتى ذلك بحسب الفصيل ثأراً على قيام مدرعة للجيش التركي بدهس الطفلة سيما مصطفى النبهان في قرية النيرب ما أدى لوفاتها.
مواقع المعارضة التركية تلقفت تلك التطورات، ووصفت سورية بأنها باتت ساحة لاستنزاف أبناء تركيا في الجيش اتى ذلك أيضاً بعد مقتل جندي وإصابة أربعة آخرين في هجوم صاروخي على قافلة للجيش التركي.
فيما تكثر حوادث استهداف الجيش التركي في كل من جرابلس والباب وعفرين وعزاز من خلال كمائن وتفجيرات فضلاً عن عمليات تصفية لقياديين في فصائل موالين لأنقرة.
المصادر المحلية في النيرب تتحدث عن حالة من الغليان الشعبي ضد القوات التركية بعد حادثة دهس الطفلة، ولم تخفي تلك المصادر انتشار حالة من الفرح بعد العملية التي استهدفت مدرعة تركية، مضيفةً: بأن الأيام القادمة ستحمل عمليات مشابهة.
فيما روجت شخصيات قيادية في الفصائل المدعومة تركياً إلى أن الجهة المنفذة هي جهة متطرفة وتكفيرية، تقاتل الفصائل والجيش التركي لأنهم يحاربون التطرف وفق ادعائها، وأضافت بأن انصار أبي بكر قد تكون باكورة أعمال من أسماه بالنظام السوري لاستهداف الأتراك لأنه لا يمكن خوض معارك مباشرة بين الجيش السوري والجيش التركي لما لها من تداعيات سياسية وامنية إقليمية وفق قولها.
بدورهم علق ناشطون عرب يرفضون ما أسموه بالتمدد التركي في الشمال بحادثة دهس الطفلة، وربط بعضهم مفارقة هذه الحادثة مع حوادث قتل الإسرائيليين للأطفال الفلسطينيين في غزة والشيخ جراح، فيما ذكر البعض بأن أنقرة قوة احتلال لا تختلف عن الإسرائيلي في فلسطين، متأسفين على غياب دور حقيقي لمعارضة سورية صافية غير مرتبطة بقوى خارجية بحسب وصفهم.
