العلاقات السورية السعودية: تجدد سري

إعداد- رؤى خضور

2021.05.10 - 10:21
Facebook Share
طباعة

 
 
تناقلت بعض وسائل الإعلام مؤخراً خبراً عن زيارة أمنية سرية لوفد سعودي برئاسة رئيس المخابرات العامة السعودية خالد الحميدان إلى دمشق، التقى فيها مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب المصادر، اتفق الجانبان على إعادة فتح السفارة السعودية في دمشق كخطوة أولى نحو تطبيع العلاقات بين البلدين، وأكد الوفد السعودي أن المملكة العربية السعودية ستدعم عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، وتأتي هذه التطورات بعد أعوام من الانقسام والعداء بين البلدين، وبالتزامن مع أنباء عن تقارب سعودي إيراني محتمل.
 
لماذا تريد السعودية الأسد إلى جانبها مرة أخرى؟
 
لا شك أن السعودية بحاجة إلى مساعدة دمشق في استقرار لبنان، على اعتبار أن بيروت هدف أساسي للمصالح السعودية في بلاد الشام، بالتالي تعود الرياض الآن إلى الصيغة المجربة والمختبرة للتقارب مع سورية، فهناك مقولة في دمشق مفادها أن السعوديين سيحاولون ويفشلون في كل مبادرة لبنانية حتى توافق وتعمل مع السوريين وليس ضدهم، خصوصاً بعد انهيار البنوك اللبنانية وفشل اعتقال الحريري، ويبدو أن الرياض بعد شطب لبنان من قائمة أولوياتها، قررت اليوم السير بخطى ثابتة نحو جعل الرياض لاعباً في لبنان مرة أخرى، ولأن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يقبل الاستسلام لإيران في لبنان، فضّل أخذ المسار ذاته الذي اتبعه عديد من أسلافه من أجل الاستقرار في لبنان وهو التواصل مع دمشق.
 
وبالتأكيد لم تكن زيارة رئيس المخابرات السعودية لسورية تتعلق بلبنان فقط، يريد السعوديون أن يقف الأسد إلى جانبهم مرة أخرى للمساعدة في تشكيل المنطقة الأوسع، بما في ذلك مواجهة النفوذ التركي والإيراني في بلاد الشام، إذ لطالما كان الخلاف السعودي- السوري يتمحور حول العلاقة الوثيقة بين سورية وإيران، لذلك في ظل الاجتماع السعودي الإيراني في بغداد واحتمال أن تؤدي محادثات فيينا الى إحياء الاتفاق النووي الإيراني والعلاقات بين البلدين، ورفع العقوبات الأمريكية عن إيران، تغيرت اعتبارات السعودية تماماً، وبدأت قيادتها في التحرك من أجل تحسين علاقاتها مع المحور الإيراني - السوري وتطبيع العلاقات بين طهران والرياض للمساعدة في إخراج السعودية من الأزمة في اليمن في أسرع وقت.
 
في كافة الأحوال، لم يخرج التقارب السعودي السوري الى العلن بعد، بالتالي لا يمكن التكهن بمسار المفاوضات، ولنكن واقعيين، فالحوار مع دمشق لن يكفي وحده، بل ربما سيزيد التعنت الإيراني، والانتهازية الروسية، لكن المعطى الوحيد الذي يمكن التوقف عنده الآن، هو أن ثمة انعطافاً سعودياً مختلفاً جذرياً عن السياسة في الأعوام الخمس الماضية والتي أدخلت السعودية في عديد من الأزمات والاخطاء، كانت حرب اليمن أهمها وأخطرها.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3