تأثير بايدن على محمد بن سلمان: تفاؤل حذر

إعداد - رؤى خضور

2021.05.07 - 09:56
Facebook Share
طباعة

 تغيرت مؤخراً نبرة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشكل جذري فيما يتعلق بإيران، بعد أن كانت المملكة العربية السعودية تنظر إلى الحكومة في طهران على أنها تهديد خطير منذ قيام الثورة الإسلامية الإيرانية 1979، التي استطاعت الإطاحة بملك مدعوم من الغرب. 

 

ففي العام 2018، ذهب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى حد القول إن المرشد الأعلى لإيران "يجعل هتلر يبدو جيداً"، ووصف نظام إيران بالشر الذي "يجب مواجهته بأي ثمن"، لذلك، كان من الطبيعي أن تفاجئ مقابلة محمد بن سلمان مع قناة العربية في 27 نيسان/أبريل كثيراً من المراقبين، والتي قال ولي العهد السعودي فيها إن بلاده تريد علاقة جيدة مع إيران، و"نحن لا نريد لإيران أن تكون في وضع صعب، بل على العكس نحن نريد من إيران أن تزدهر وتنمو".


وسيكون من المبالغة أن نعزو التحول في اللهجة بالكامل إلى تغيير القيادة في واشنطن، لكن وجود جو بايدن في البيت الأبيض هو متغير مهم في المعادلة، إذ إن تفاوض الإدارة الأمريكية الحالية على إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة وإعلان انتهاء دعم واشنطن للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، ساهم بلا شك في تعديل محمد بن سلمان استراتيجياته، ليبدأ فعلياً الآن في تبني نهجاً أكثر دبلوماسية تجاه الشرق الأوسط أقل عدوانية وتطرفاً من السياسة الخارجية التي اتبعها خلال عهد دونالد ترامب.


ويبدو أن ولي العهد يرى أن بايدن أقل رغبة بكثير من ترامب في اتخاذ مواقف مؤيدة للسعودية بشأن مختلف القضايا، كما أن وزير الخارجية الأمريكية، أنتوني بلينكين، لا يتبنى نقاط الحوار الرسمية للحكومة السعودية حول قضايا المنطقة كما فعل سلفه، مايك بومبيو. في نهاية المطاف.


وبات واضحاً أن السعودية بدأت، منذ فوز بايدن الانتخابي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، في انتهاج الدبلوماسية ليس فقط من حيث التعامل مع إيران، ولكن مع الجهات الفاعلة الأخرى أيضاً، وظهر هذا التغيير لأول مرة عندما عانق محمد بن سلمان أمير قطر في بداية قمة أدت إلى مصالحة سعودية وقطرية، كما اتخذت المملكة خطوات لتخفيف الاحتكاك مع تركيا.


في المقابل، لقيت مقابلة محمد بن سلمان الأخيرة انطباعاً جيداً من الجانب الإيراني، وفسرت وسائل الإعلام الإيرانية لهجة ولي العهد التصالحية على أنها علامة على الضعف السعودي في اليمن. 


لا شك أن اعتراف محمد بن سلمان بإيران كجار دائم يبشر بإيجابية للشرق الأوسط، إذ يمكن للوفاق الإيراني السعودي خفض التوترات الإقليمية، وحتى لو لم يحل الإيرانيون والسعوديون مشاكلهم بسرعة، فإن مجرد فتح حوار بين البلدين هو خطوة إيجابية للاستقرار في الشرق الأوسط.


وبطبيعة الحال، ستتطلب التحولات الجذرية في السياسة الخارجية للرياض تغييرات في الإجراءات السعودية، وليس فقط في الخطابات، وهنا تبرز التساؤلات: إلى أي مدى ستكون المملكة مستعدة لتقديم تنازلات لإيران؟ وما الذي ستضحي به القيادة في طهران لاستيعاب المصالح المشروعة للسعودية في المنطقة وتهدئة مخاوف الرياض الأمنية؟

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 2