ما قاله ديبلوماسي عن الحراك التفاوضي في المنطقة وموقع لبنان فيه...

كتب جورج حايك

2021.05.06 - 08:20
Facebook Share
طباعة

ينظر اللبنانيون بإهتمام إلى حركة المفاوضات الناشطة دولياً واقليمياً وموقع لبنان فيها، أكان في المفاوضات الدولية بين الولايات المتحدة وايران في الدرجة الأولى، والمفاوضات السعودية الايرانية في الدرجة الثانية، والمفاوضات السعودية السورية في الدرجة الثالثة وأخيراً المفاوضات التركية المصرية في الدرجة الرابعة.
حتماً المعلومات عن هذه المفاوضات متضاربة وكل طرف سياسي لبناني يترجمها لمصلحته لإستعمالها في البازار السياسي اللبناني لتسجيل نقاط على الطرف الآخر أو تعزيز موقعه في أي تسوية مقبلة، لكن الحقيقة تحتاج إلى قراءة واقعية وموضوعية غير منحازة بعيداً عن اصطفافات القوى السياسية اللبنانية لكشف الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
يقول ديبلوماسي لبناني مطلع عن كثب على هذه المفاوضات "أنه لا خاسر ولا رابح فيها حتى الآن بل أن هذا الكلام سابق لآوانه، وإذا أخذنا المفاوضات الأميركية الايرانية أنه تم الاتفاق بين الطرفين على التباحث في 4 بنود رئيسية هي:"أولاً مدة المفاوضات، ثانياً مدة الاتفاق واستمراريته، ثالثاً، مسألة الصواريخ، رابعاً علاقات ايران مع دول الجوار ومليشياتها في المنطقة، وهذا ما قد يتأثر به لبنان لكن لم يأت وقته بعد. التفاوض لا يزال في بدايته بل أن الجدل لا يزال قائماً بين الطرفين حول امكانية رفع العقوبات وعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الأول، ويقول الاميركيون أنهم لا يمكنهم رفع بعض العقوبات نظراً إلى طبيعة بعض العقوبات المعقّدة التي لا علاقة لها بالنووي إنما بالإرهاب، ولا يبدو أن الايرانيين سيتنازلوا بسرعة ولا الاميركيين أيضاً. وأتوقع أن تستغرق هذه المفاوضات أشهراً، وسيحاول الرئيس الأميركي جو بايدن أن يصل إلى ما كان يصبو اليه الرئيس السابق دونالد ترامب لكن بالطرق السلمية والتفاوض".
أما بالنسبة إلى المفاوضات السعودية الايرانية التي تستضيفها العراق، فيؤكد الديبلوماسي اللبناني أنها تتكامل مع المفاوضات الأميركية الايرانية، بل تجري بدفع أميركي وتعتبر جزءاً من المفاوضات الكبيرة، وقد فُتح هذا الباب من السعودية وسيمتد إلى دول أخرى وحتماً سيؤثّر هذا المسار على لبنان، لكن التوقيت الاقليمي لا يتماشى مع التوقيت اللبناني الذي يحتاج إلى معالجة سريعة، فالحوار الجاري بين السعودية وايران يضع القضية اليمنية في الدرجة الأولى نظراً إلى الحرب الدائرة بين الحوثيين والفريق اليمني الآخر الموالي للسعودية. الوضع اللبناني يتدهور بسرعة والمسألة ستتأزم بعد أيام وأسابيع أما المسار التفاوضي الاقليمي فقد يستغرق أشهراً إلا أنه سيصل ِإلى نتائج جيدة بسبب حاجة ايران إلى انقاذ اقتصادها".
وعن المفاوضات السورية السعودية التي لم يصدر أي نفي أو أي تأكيد لحصولها، يرى الديبلوماسي المطلع "أنها حصلت فعلاً وقد مُهّد لها من خلال مساع روسية واماراتية ومصرية، والسعودية لا تحاور النظام السوري لأجل العلاقات الثنائية إنما لإعادة سوريا إلى الحضن العربي وتحديداً إلى الجامعة العربية وهذا سينعكس على علاقة لبنان بسوريا أيضاً، وبالتالي هذه الخطوة تدخل في إطار الأجواء التفاوضية الكبرى في المنطقة، وتنسجم مع قرار للإدارة الأميركية التي ترغب في التهدئة على صعيد منطقة الشرق الأوسط، ولا شك أن السعودية ستستفيد من الورقة السورية في مفاوضاتها مع ايران، وربما تذهب أبعد من ذلك بعد انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد لتنسيق واستكمال عملية تطبيع علاقات سوريا مع اسرائيل برعاية روسية. ولا تنفصل المفاوضات التركية المصرية عن السياسة الاميركية المصممة على تخفيف التوتر في الشرق الأوسط".
ويضيف:"لبنان ليس بعيداً عن هذه المساعي وربما تتقاطع مصالح بعض الدول الكبرى مع مصلحته لبنان في عدة ملفات، نذكر منها المساعي الفرنسية التي تقضي مصلحتها مثلاً بحل مشكلة لبنان لئلا يهرب منه مليون ونصف نازح سوري إلى اوروبا، والاميركيون يبذلون جهداً كبيراً بمفاوضات ترسيم الحدود بين اسرائيل ولبنان خوفاً على حقوق اسرائيل ولإستفادة شركاتها من الثروة النفطية في لبنان، وروسيا يهمها أن يستقر لبنان كي لا يؤثر على وجودها في سوريا، الكل لديه مصالح ويبدو الهدف واحد: منع الانهيار التام في لبنان!".
لكن نسأل الديبلوماسي اللبناني اليس لبنان الحلقة الأضعف في هذا الحراك الاقليمي الدولي؟ يجيب:"هذا صحيح لأن لا موقف رسمياً قوياً في لبنان ولا حكومة وبالتالي لبنان ليس لاعباً إلا أن انهيار لبنان ممنوع، وإلا كيف تفسّر ظاهرة اقبال الديبلوماسيين ووزراء خارجية بعض دول القرار إلى لبنان مستخدمين العصا والجزرة، وها هو وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان يأتي إلى لبنان حاملاً عقوبات ليست فرنسية فحسب إنما المانية وبريطانية ما عدا اوروبا الشرقية ويقول للمسؤولين اللبنانيين اما تشكلوا حكومة اصلاحية وتأخذون مساعدات من كل الدول الاوروبية أو ستتلقون العقوبات، والمفارقة أن هذه الدول تحاول إنقاذ لبنان من الانهيار وسلطاته تقاوم محاولات الإنقاذ!". 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6