معابر التهريب بين سورية وتركيا: المكاسب والمخاطر

إعداد - أحمد إبراهيم

2021.04.24 - 06:25
Facebook Share
طباعة

باسل حمدو حاج موسى من قرية بزابور شاب في مقتبل العمر قُتل على يد سلطات الجندرما التركية، بعد أيام على قتل آخر من قبيلة الجبور في الرقة يُدعى علي خلف المسرب جراء ضربه بأداة حادة على رأسه، والتهمة هي التهريب أيضاً.


من المعلوم أن السلطات التركية تمنع عمليات التهريب عبر الحدود مع سوريا بطرق غير شرعية، وحذرت مراراً من مغبة الدخول عبر الحدود وأن ذلك يعرض العابرين للموت وفق مصادر مقربة من الجيش الوطني السوري المدعوم من أنقرة.


وتضيف تلك المصادر بالقول: كثير من الشبان في ريف حلب الشمالي والجزيرة السورية وادلب، يحاولون عبور أراضي زراعية بين سورية وتركية، إما لتهريب بعض المنتجات أو لجلب بضائع تركية وبيعها في القرى والبلدات، لكن من يضمن أن يقوم هؤلاء بتهريب الخشخاش أو استيراد مواد غير مسموح بإدخالها ، فالوضع الأمني لا يسمح وفق تلك المصادر، التي ختمت بالقول: من حق السلطات التركية مقابلة أي شيء يتحرك عبر الطرق غير الشرعية بالنيران.


فيما تقول مصادر محلية في ريف حلب الشمالي وبعض المناطق التي يسيطر عليها الجيش الوطني، إن الناس ضاقت ذرعاً بالحجج الواهية التي يطلقها قادة هذا الجيش وجناحه السياسي، لانهم مقربون من التركي، والأخير يسمح لهم بالدخول والخروج بحرية وبالتالي يحق لهم جلب البضائع .


وتضيف المصادر بالقول: هناك شراكة بين قادة فصائل وبين بعض الضباط الأتراك على الحدود في مسألة التهريب، وأكثر ما يتم تهريبه من الجانب التركي إلى الداخل هو الكبتاغون والدخان الأجنبي والتركي والمعلبات والمنظفات وقطع تبديل السيارات وهذه المواد موزعة على بعض قادة الفصائل، بحث تحول كل قائد لوكيل حصري لإحدى السلع .


أما فيما يتعلق بطرق تهريب السوريين إلى تركيا ومنها إلى أوروبا فقد توقفت حالياً، بسبب وباء كورونا، والتطورات السياسية، ومحاولات التقارب الأمريكي ـ التركي فيما يخص ملف ادلب والأكراد، وبهذا الصدد يقول مصدر مطلع من مناطق غصن الزيتون التي يسيطر عليها الجيش الوطني: لقد كانت طرق تهريب السوريين على الحدود عبر ثلاث نقاط انطلاق تتحكم بها  هيئة تحرير الشام و هي  حارم، العلاني، ودركوش، أما الآن فقد تفتحت العيون، ولم يعد الضباط الأتراك من الجانب الآخر التغطية على عمليات التهريب تلك بسبب أوامر من القيادة التركية، وخوفاً من المساءلة، بعد ورود تقارير أمنية في تركيا تتحدث عن أن ضباطاً أتراك هم شركاء لقادة فصائل مسلحة في عمليات التهريب.


وكانت السلطات التركية قد اتخذت عدة إجراءات لمنع التهريب لدواع أمنية منها بناء جدار على طول الحدود وتركيب أسلاك شائكة، إلا أن ذلك لم يوقف التهريب.


فيما كانت آخر حوادث القتل في المناطق الحدودية، بحق امرأة من مدينة خان شيخون لقيت مصرعها قنصاً برصاص الجندرما التركية في أرض زراعية قرب أحد المخيمات العشوائية المحاذية للجدار الفاصل بين سورية وتركيا، رغم أنها كانت تقوم بجمع الأعشاب بأجر يومي لإعالة أطفالها، ما يؤكد المعلومات عن تشدد السلطات التركية في التعامل مع الناس الذين يقتربون من الحدود.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4