هل هناك اتفاق أمريكي كردي حول شرق سورية؟
إعداد - أدهم رهونجي
بعد انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان والعراق ، والإعلان عن نية تمركزها في مناطق شرق سورية، حيث تسيطر قوات قسد، ارتفع منسوب الثقة والارتياح بين قيادات قوات سورية الديمقراطية، واعتبرت أوساط مقربة منها بأن ذلك دليل على نية واشنطن زيادة الدعم للقضية الكردية ونفي ما يشاع عن تقارب تركي ـ أمريكي قد يكون على حساب الأكراد وفق رؤيتها.
الأوساط الكردية تلقفت آخر المواقف الأمريكية بسعادة غامرة، وقال قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال كينيث ماكنزي، إن قوات سوريا الديمقراطية شريك مهم جداً لنا وهي تقوم بحماية جنودنا ، فيما ركزت أوساط قسد على ما كشفه المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ديفيد بروانشتاين عن استمرار الدعم الأمريكي للإدارة الذاتية في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية ، حيث أكد على إشراك ممثلي الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في أيّ عملية تفاوضية وفق مقررات جنيف والقرار الأممي 2254، فضلاً عن تأكيده على استمرار الدعم الاقتصادي والسياسي للإدارة الذاتية مما يُحسن الوضع الاقتصادي .
فيما لم تتلقَ أوساط المعارضة السورية المقربة من تركيا تلطك التصريحات بارتياح، واعتبرها دليلاً على نية واشنطن المضي قدماً في دعم قسد أكثر مما كانت تفعل إدارة ترامب السابقة، وهذا يشير إلى نية واشنطن فعلاً في تثبيت الدويلة الكردية كأمر واقع تحت مسمى إدارة ذاتية من خلال إنعاشها اقتصادياً والوقوف في ظهرها سياسياً بحسب اعتقادها.
بينما تحدثت مصادر محلية في مدينة دير الزور عن معلومات تفيد بأن واشنطن تدرس إقامة مشاريع ريعية في مناطق الأكراد يتعلق بعضها بتوليد الطاقة من أجل بيع الكهرباء إلى المناطق العربية التي تحكمها قسد، فضلاً عن إمكانية بيعها إلى مناطق أخرى، يُضاف إلى ذلك مشاريع زراعية خاصة ترتبط بمحاصيل استراتيجية كالقطن والحبوب، مع إمكانية افتتاح فروع لشركات أمريكية تجارية في هذه المجالات.
وتختم المصادر بالقول: إن هذه المعطيات تشير إلى أن التواجد الأمريكي شرق سورية يُخطط لأن يكون طويلاً لسنوات قادمة، وكذلك يعني بأن النوايا الأمريكية تتمثل في إبقاء تلك المنطقة تحت سيطرة الأكراد حتى ولو لم يتم الإعلان عن دويلة كردية لهم، فنظام الإدارة الذاتية هو انفصال بشكل غير مباشر .
