ما الذي تعنيه إدانة قاتل جورج فلويد لعرب أميركا.. وهل من مخاطر عنصرية عليهم؟

خاص آسيا - زينب عواركه

2021.04.21 - 07:34
Facebook Share
طباعة

 في تغريدة لاحد نشطاء المجتمع المدني الاميركي "حياة السود مهمة" وردت جملة قد تلخص جوهر الأوضاع في المجتمع الاميركي:

"لتنصف المحاكم مواطنا من السود يجب القيام بانتفاضة شعبية شاملة، فقد انصفت هيئة المحلفين جورج فلويد لكن من يستطيع تغيير ممارسات روتينية لعناصر عنصرية من الشرطة والقضاء ضدنا"؟

سؤال الناشط يعكس الأزمة العميقة التي تعيشها الأقليات غير البيضاء في بلاد هي قمة  التناقضات  فمن يصدق ان الشرطة في مدن أميركا يفرضون عبر نقاباتهم قوانين خاصة بهم تعلوا بالممارسة فوق القوانين الاميركية.

التاريخ لا زال يلون الحاضر

 المجمتع الاسود نشط ومنظم وفعال في اظهار مظلوميته لكن من يستطيع قول الشيء نفسه عن عرب اميركا؟؟

قد راكم السود خبرة في التصدي لانتهاكات البيض ووحدوا قواهم بشكل رائع وفرضوا أنفسهم قوة انتخابية فعالة يحسب لها حساب بعد تاريخ من المعاناة تمتد الى القرن السابع عشر.

حتى الرئيس الاميركي في تعليقه على الحكم قال "أنها بداية للتغيير" فهل من هناك أوضح من هذا الاعتراف بان لا شيء تغير بعد عقود من قوانين محاربة العنصريين البيض.

الجريمة التي طالت جورج  فلويد ليست الأولى من نوعها، ولكنها الوحيدة التي كانت كفيلة بإشعال الشارع في الولايات المتحدة ، حيث انطلقت بعد مقتل فلويد احتجاجات وعمليات شغب عنيفة هزت اركان الأمبراطورية من الداخل. 

فهل سيضعف العنصريون بعد هذا الحكم؟ 

وهل سيطال العرب خير الادانة ضد مجرم عنصري يلبس البزة الرسمية؟

ففي ظل غياب الاحصاءات الموثقة حول الاعتداءات ذات الخلفية العنصرية التي تطال العرب لا يمكن توقع تغير الاوضاع نحو الافضل.

من البديهي القول ان حجم العدد الكلي للأميركيين من اصول عربية لا يضعهم في نفس الموقع لناحية التاثير السياسي على الساسة الرسميين في الكونغرس أو في الادارة ولهذا يحتاج العرب الاميركيين الى توحيد قواهم ونبذ ما يفرقهم والى التناغم والتعاون مع الحركات الحقوقية من مختلف الخلفيات البيضاء أو السود أو اللاتينيين.

الاكيد، أن الحركة العنصرية البيضاء في أميركا قوية جدا وهي تكسب المزيد من القوة يوميا لأسباب عديدة تحتاج لدراسة منفصلة ومفصلة لكن خطرها على الأميركيين العرب اكيد وفي تصاعد فماذا أعدوا لذلك؟؟

مختصر من التاريخ العنصري لأميركا.

ومع وصول الرئيس الجمهوري  أبراهام لينكولن الى الرئاسة عام 1861، بدأت أوضاع الأميركيين الأفارقة بالتبدل نحو الافضل،  حيث أصدر مرسوماً عام 1862 يقضي بإلغاء العبودية وتحرير السود في الولايات الجنوبية، وأعقب ذلك المرسوم قرارات وقوانين جديدة تحسن من أوضاعهم، أهمها عام 1868 حيث تم إقرار منح المواطنة الكاملة لكل منهم.

ثم في عام 1870 أعطي الرجال السود حق التصويت، كما تم انتخاب هيرام رودس ريفيلز أول نائب أسود في مجلس الشيوخ، وجوزيف هايني ريني أول نائب أسود في مجلس النواب. لكن في عام 1896، قررت المحكمة العليا السماح بشكل قانوني بالفصل العنصري وفق مبدأ "منفصلون لكن متساوون"، وشُرٍّغت القوانين التمييزية للولايات الجنوبية، وبذلك تواصلت حالة العنصرية في المجتمع الأمريكي، وبقي السود يتعرضون للتمييز العنصري.

المستقبل قد يصبح أسوأ

"ربما انتهت العبودية قبل مئة وتسع وخمسين سنة لكن في العام ٢٠٢١ هناك من يحلم باعادة ممارستها على أرض الواقع" 

ففي فترة حكم  دونالد ترامب، تجلّت العنصرية كقوة ديناميكية هجومية تثق بقدرتها على فعل ما تشاء. 

 وبحسب  مقال في صحيفة الواشنطن بوست نشر العام الماضي، يتهم الكاتب الصحفي الأميركي كولبرت كينغ الرئيس دونالد ترامب بانه عنصري من طراز ملاك العبيد القدماء، كما أتهمه  بتشجيع الشرطة على الاستخدام المفرط للقوة ضد المتظاهرين والمحتجزين.

وقال كولبرت في مقاله، إن وحشية الشرطة، خاصة استخدامها المفرط للقوة ضد السود العزل، أمر سائد منذ أجيال في الولايات المتحدة بمعرفة وتغاضي نظام العدالة الجنائية، بل وصل الأمر حد إقراره علنا في عهد ترامب، فقد حث ترامب، بحسب الكاتب، عناصر الشرطة خلال كلمة ألقاها أمام تجمع لضباط الشرطة بكلية سوفولك في لونغ آيلاند في نيويورك في 28 تموز يوليو عام 2017، على التعامل بقسوة مع الأشخاص الذين يقومون بالقبض عليهم.

كما انتقد المقال اختيار ترامب لمدينة تولسا بولاية أوكلاهوما مقرا لانعقاد أول مؤتمر انتخابي له بعد انتهاء الإغلاق العام، فهذه المدينة كانت مسرحا لأحد أكثر أحداث العنف العنصري دموية في الولايات المتحدة، حيث شهدت مذبحة ارتكبها دعاة سيادة الجنس الأبيض ضد السود عام 1921، سقط خلالها مئات الضحايا.

العنصرية ليس عنف شرطة فقط

 لا تتمثل العنصرية فقط بالعنف الذي يمارسه البيض ضد السود، بل هناك مشاكل أخرى تتفاقم ، ويقول الإقتصادي الأميركي جوزيف ستيغلز، في مقال له، إن هذه الفئة المجتمعية (أي الأميركيين من أصول إفريقية)، لا تزال تعاني من التفاوت في التعليم والعمل، بل استفحل التفاوت أكثر في الثروة والدخل، مشيرا إلى صعوبة  ما عبر عنه "باجتثاث العنصرية المؤسسية العميقة الجذور"، وإن تأثير "فجوة الانقسام الاقتصادية مدمر لمن لم يحصلوا على تعليم جامعي"، الذين يمثل الأمريكيون السود ثلاثة أرباعهم.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8