بايدن أمام "كابوس" دولي

إعداد - رؤى خضور

2021.04.19 - 07:50
Facebook Share
طباعة

 صعّدت كل من روسيا والصين في الأسبوع الماضي أنشطتهما العسكرية والتهديدات لسيادة أوكرانيا وتايوان على التوالي، واللتان تمثلان تهديداً لموسكو وبكين، لكن سيادتهما تقع في قلب مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في منطقتهما.


وحتى لو كان الغزو العسكري من قِبل روسيا والصين لأي من البلدين أمراً مستبعداً، إلا أن المسؤولين الأمريكيين على يقين بأن موسكو وبكين تتبادلان المعلومات الاستخباراتية وينسقان بشكل متزايد الإجراءات والاستراتيجيات.  


ويبدو أن واشنطن أدركت الخطأ الذي ارتكبته بالثغرة التي تركتها أمام موسكو في التأخر بالرد على سلوك الأخيرة، ليلوح بايدن هذا الأسبوع بجزرة ويعرض على نظيره الروسي فلاديمير بوتين اجتماع قمة، وبعصا عقوبات جديدة، رغم إشارته في اتصال أجراه مع بوتين إلى أنه لا ينوي تصعيد التوترات مع الزعيم الذي نُعت قبل شهر فقط "بالقاتل"، ليأتي بعدها أقوى توبيخ لإدارة بايدن يوم الخميس عندما أعلنت عقوبات اقتصادية جديدة ضد ثمانية وثلاثين جهة روسية متهمة بالتدخل في الانتخابات والهجمات الإلكترونية، وطرد عشرة دبلوماسيين. 


في حين جاءت توغلات الصين في تايوان بعد فترة وجيزة من إصدار وزارة الخارجية الأمريكية توجيهات للتخفيف من تعامل مسؤولي الحكومة الأمريكية مع تايوان. 

لا يمكن أن تأتي هذه التطورات في وقت أسوأ بالنسبة لإدارة بايدن، التي عمرها مئة يوم فقط، ربما يكون هذا هو الهدف بالنسبة لبوتين والرئيس الصيني شي جين بينغ، لتعزيز مصالحهما قبل أن يتمكن بايدن من تأمين مكانة أكثر أماناً من خلال مراجعات السياسة ومن خلال تعيين مسؤولي المناصب القيادية الرئيسة.


إضافة إلى أن هذه الأحداث تؤدي إلى تعقيد خطط إدارة بايدن الموضوعة بعناية، وتُضاف إلى تحديات خارجية أخرى في وقت واحد، من بينها إعلان بايدن الأسبوع الماضي سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر، وجهود استئناف المحادثات النووية مع إيران.


لا شك أن ذلك كثير على أي رئيس جديد، لكن يبدو أن الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع التحدي المشترك والمتزايد من روسيا والصين هو التحدي الذي سيشكل المرحلة القادمة، وقد يكون الاختبار الأهم لقيادة بايدن، والتحدي الحاسم لرئاسته.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7