هل سيؤثر انفجار نطنز على مفاوضات الإتفاق النووي؟

ترجمة : عبير علي حطيط

2021.04.14 - 06:13
Facebook Share
طباعة

 نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية مقالًا تحليليًا تناول فيه الكاتب انفجار نطنز الذي دمَّر نظام الطاقة لأجهزة الطرد المركزي الإيرانية بالكامل، وأثر ذلك على المفاوضات الجارية في فيينا بين الولايات المتحدة وإيران.


استهل الكاتب مقاله بالإشارة إلى استخدام المتفجرات لتدمير نظام الطاقة الداخلي بالكامل (الذي يوفر الطاقة لأجهزة الطرد المركزي الموجودة تحت الأرض) في منشأة نطنز الإيرانية وسط أنباء عن أن عملية إسرائيلية تقف وراء ذلك، وفقًا إلى ما أدلى به مسؤولان من المخابرات الإيرانية لصحيفة "نيويورك تايمز". 


وتسبَّب الانفجار في أضرار جسيمة لحقت بالموقع، وقد يستغرق الأمر تسعة أشهر على الأقل قبل استعادة الإنتاج في نطنز، وفقًا إلى المسؤولين. ووقعت الحادثة في الوقت الذي تُجرِي فيه الولايات المتحدة وإيران مفاوضات غير مباشرة في العاصمة النمساوية فيينا بشأن احتمالية العودة المتبادلة للاتفاق النووي لعام 2015.


ونقل الكاتب في مقاله حديثًا لجوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في منظمة الحرية للدفاع عن الديمقراطيات وهي مؤسسة فكرية غير ربحية، حيث قال: "إن هذا الحدث الدرامي والغامض سيُنظر إليه باعتباره فِعلًا مقوِّضًا للدبلوماسية، ولكنها في الحقيقة ستمنح فريق الولايات المتحدة نفوذًا أكبر إن أرادوا ذلك". 


ووفقًا إلى حديث شانزر: "كان نفوذ إيران وسيظل يمثل تهديدًا بأنها ستصبح دولة نووية. وحاليًا يبدو أن النظام الإيراني غير قادر على حماية أصوله النووية من أن تتعطل. فهل ينتهز المفاوضون الأمريكيون هذه اللحظة؟ دعنا ننتظر لنرى".


وقال السفير دينيس روس، الزميل المتميز في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن الحادث الذي وقع في نطنز لن يُغير رغبة الإيرانيين في رفع العقوبات. 

وبحسب قول روس فقد يقلل الحادث من شعور إدارة بايدن بالاضطرار إلى العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، وذلك شريطة أن يستمر الوقت اللازم لإصلاح تداعيات الانفجار لمدة غير قليلة. وبذلك، فإن تعطيل الجهود الإيرانية في إنتاج أجهزة طرد مركزي أكثر تقدمًا وتركيبها يقلل الضغط الذي تستطيع إيران ممارسته أثناء هذه المفاوضات.


ومع ذلك، "فالوساطة التي يقوم بها البريطانيون، والفرنسيون، والألمان، والصينيون، والروس، في فيينا بين إيران والولايات المتحدة لن تتوقف. بل أظن أننا سنشهد العودة إلى خطة العمل المشتركة هذا العام"، وفقًا إلى ما ذكره الكاتب.


وأشار كالي توماس، الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط في (CNAS)، إلى أنه حتى قبل وقوع هذا الحادث في نطنز كانت الجدوى السياسية والعودة السريعة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) موضع شك في طهران، ومن المرجح أن يزيد هذا الحادث من الشكوك بشأن نية الولايات المتحدة وهي قادمة إلى المفاوضات في فيينا، وهل كانت تُضمِر نيةً حسنةً.


كما أورد الكاتب في مقاله حديثًا لمايك بريجينت، الزميل البارز في معهد هدسون، قال إن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة قلقون من تَخلِّي الإدارة الأمريكية عن نفوذها والموافقة على رفع العقوبات. وتابع حديثه قائلًا: "من المقلق أن ينتهي حظر الأسلحة المفروض على إيران عام 2023، وذلك بدايةً من القيود المفروضة على الصواريخ الباليستية، تليها انتهاء القيود على أجهزة الطرد المركزي وإنتاج اليورانيوم بدءًا من عام 2034، فالآن هو الوقت المناسب لإعادة التفاوض من موقع قوة". وأشار مايك إلى أن حلفاء أمريكا يُصعِّدون من تحركاتهم لمنع إيران من الانتقال إلى صناعة قنبلة نووية. وقال أن الهجوم الإلكتروني على نطنز خير مثال على ذلك. فإيران عرضة للهجوم ووضعها الاقتصادي ضعيف، وهذا ليس الوقت الملائم لمد إيران بشريان حياة اقتصادي، وعزل حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من خلال إبعادهم عن محادثات خطة العمل الشاملة المشتركة.


واختتم الكاتب تحليله فقال إن حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة يعرفون السلطة الإيرانية على نحو أفضل، ولا يعجبهم ما يسمعونه من إدارة بايدن، ويُظهِرون استعدادهم للتصرف على نحو مستقل عندما يتعلق الأمر بمخاوفهم المتعلقة بالأمن القومي.

المصدر : https://foreignpolicy.com/.../israel-iran-nuclear-natanz.../

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5