لبنان أمام ضغوط أمريكية جديدة

إعداد - سيمار خوري

2021.04.13 - 04:38
Facebook Share
طباعة

 لبنان على موعد من موجة جديدة وشديدة من الضغوط الأمريكية، لفرض شروط مقابل المساعدات وإعطاء الضوء لحل المعضلات الاقتصادية والسياسية ، حيث يزو وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ديفيد هيل، لبنان  ليعرب لقادته عن قلق الإدارة الأمريكية العميق من تدهور الأوضاع في هذا البلد المنكوب، وسيناقش هيل الجهود المبذولة لحل المأزق السياسي الذي يساهم في تدهور الأوضاع يوما تلو الآخر.


مصادر مقربة من قوى 8 آذار قالت إن هذه الزيارة وكأنها متممة لتصريحات سابقة أطلقها مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى السابق  ديفيد شنكر الذي أكد أنّه يجب على واشنطن ألاّ تسمح لإيران أو سورية أو الصين أو روسيا باستغلال غياب بلاده عن بيروت. وقد خص الصين تحديداً بتصريحاته تلك لا سيما بفرض فيتو أمريكي على لبنان حول أي تعاون لبناني ـ صيني فيما يخص  تكنولوجيا الجيل الخامس ومبادرة  الحزام والطريق  وغيرها من الملفات.


وليس مرفأ بيروت ببعيد عن الضغوط الأمريكية، إذ تطلب واشنطن أن تكون بموقع المشرف والعارف بكل تفاصيل العروض التي تصل إلى لبنان فيما يخص إعادة الإعمار، حيث سربت أوساط مطلعة من واشنطن أن الإدارة الأمريكي لا تريد أي تواجد روسي أو إيراني أو صيني لا من قريب ولا بعيد في المرفأ أو المنطقة المحيطة به.


في هذا السياق رأى مصدر صحفي مهتم بملف الإصلاح الاقتصادي والسياسي في لبنان، بأن واشنطن ومن معها من حلفاء سيعرقلون أية تسوية سياسية أو بادرة لإصلاح اقتصادي، وسيمنعون أية مساعدات مهما كان شكلها، مقابل إبعاد الصين على وجه الخصوص ومن ثم روسيا وإيران عن المشهد الاقتصادي والاستثماري في هذا البلد، وهذا شيء شبه مستحيل لأن القوى السياسية في لبنان موزعة إقليمياً ودولياً لجهة تحالفاتها.


ويختم المصدر بالقول: إن الشرط الأمريكي هو شبيه بشرط إحدى الدول العربية على الرئيس سعد الحريري والمتمثل بضرورة إقصاء إحدى القوى السياسية الوازنة عن المشهد الحكومي والسياسي مقابل انفتاح خزينة المساعدات المالية والاستثمارية أمام لبنان، وهو ما أكد الحريري نفسه بأنه شرط مستحيل بسبب خصوصية التركيبة السياسية اللبنانية.


وفق هذا المشهد السياسي المعقد، والشروط الغربية بالجملة ، تتحدث التوقعات عن ارتفاع جديد للدولار، ما دفع بوزير المال غازي وزني للإعلان عن نية مصرف لبنان إطلاق منصة جديدة خاصة بدولار، تهدف إلى خفض سعر صرفه، ولم ينف وزني بأن هذه المنصة مرحلية ومؤقتة.


في هذا السياق قال الدكتور قصي شلق المختص بالأوراق المالية بأن هذه المنصة هي حل إسعافي لن يغتني ولن يسمن من جوع، وضرب سورية كمثل حول ذلك، حيث تدخل هناك المصرف المركزي مراراً لخفض سعر الدولار ، حيث كان يسجل انخفاضاً واضحاً وسريعاً، لكنه لا يلبث أن يرتفع ويصبح سعر صرفه أعلى مما سبق، وحذر شلق من أن يتكرر هذا السيناريو في لبنان أيضاً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10