دولة عربية تتقرب من سورية والمعارضة تترقب

إعداد - نائل محمد

2021.04.12 - 07:31
Facebook Share
طباعة

 يتحرك الأردن بشكل ملحوظ نحو سورية، بالتزامن مع الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدتها عمّان وما دار حول دور الأمير حمزة بن الحسين في هذا الملف، هذا المشهد كان مليئاً بالأحداث، فمن القلاقل الأمنية وما حكُي عن محاولة الانقلاب، إلى زيارة رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، لدمشق ولقائه وزير الاقتصاد السوري لبحث العلاقات الاقتصادية بين الأردن وسوريا، تطورات مليئة بالتسريبات والمعلومات والتحليلات.


البداية التي أثارت جدلاً كانت من قيام الاستخبارات الأردنية بالطلب من معظم الفصائل المعارضة المتواجدة في أراضيها تجميد نشاطاتهم واتصالاتهم مع الداخل، على أن يلتزموا فقط بأعمالهم الشخصية، والامتناع عن أي لقاءات أو اجتماعات تتعلق بالمعارضة.


مصادر مقربة من "الجيش الوطني السوري" المدعوم تركياً قالت إن لديها معلومات تفيد بأن الاستخبارات السورية العامة زودت نظيرتها الأردنية بأسماء لقادة المعارضين والفصائل المتواجدين على أراضيها يقضي بضرورة وقف أعمالهم المناهضة ضد الدولة السورية وقطع كل اتصال في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في الشمال والجنوب السوري.


في هذا السياق تطرق المدعو محمد أبو طالب الذي يقدم نفسه على أنه ضابط إعلام في الجيش الوطني السوري إلى قيام عمّان بوقف أنشطة المعارضة السورية، دون أن يبدي استغرابه من هذا التطور، ما يوحي بأن لديه معلومات تشبه تلك التي سربتها مصادر مقربة من الجيش الوطني السوري حول التعاون الاستخباري الأخير بين دمشق وعمّان.


واللافت أنه لم يقتصر هذا المنع عن مزاولة النشاط السياسي والأمني على قادة المعارضة والفصائل، بل شمل أيضاً النشطاء المستقلين.


حول هذه التطورات تقول مصادر مطلعة في الائتلاف المعارض بأن هناك تحرك مريب من الجانب الأردني نحو الجانب السوري، إذ ما الذي دفع رئيس غرفة تجارة الأردن، نائل الكباريتي، لزيارة دمشق ولقاء وزير الاقتصاد والتجارة فيها؟ هل هناك علاقة بين هذه الزيارة والوضع المعيشي وارتفاع الأسعار الذي يعيشه الأردنيون؟ وهل طلب المسؤول الأردني من الجانب السوري فتح المعابر والتسهيلات في دخول البضائع السوري إلى الأسواق الأردنية ؟ والأهم هل ستقوم دمشق بالاستجابة لطلب الأردن دون مقابل؟ هذا المقابل قد يكون سياسياً؟ فهل هناك مصادفة بين طلب المخابرات الأردنية من وقف أنشطة المعارضة السورية وبين هذه الزيارة؟ 


في سياق متصل قال مصدر صحفي حضر الاجتماعات، أن الجانب الأردني مهتم بالتعاون الاقتصادي والصناعي مع الجانب السوري بدرجة كبيرة، لا سيما وأن البضائع السورية تلقى رواجاً كبيراً من حيث الجودة والأسعار، كما أن الأردن يشهد ارتفاعاً جنونياً لأسعار السلع ما يصعب معيشة المواطن الأردني، والكل يعرف بأن سورية هي رئة الأردن وفق تعبيره، وختم بالقول أن ما يؤكد كلامي هو تشديد الجانب الأردني على مسألة تبادل السلع والرسوم المالية على حركة الترانزيت.


يُذكر بأن الأردن يشارك أيضاً بوفد رسمي في فعاليات الدورة الثالثة للمؤتمر الدولي للتحول الرقمي تحت عنوان "سوريا والتحول الرقمي الفرص والتحديات" ما يعزز فرضية اتجاه عمّان بقوة نحو دمشق، الأمر الذي أثار الخوف بين أوساط المعارضين لا سيما الذين يعيشون على الأراضي الأردنية ، من إمكانية تسليمهم للسلطات السورية في الفترة القادمة .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 2