الهند وهدف جديد في الخليج العربي

إعداد - رؤى خضور

2021.04.12 - 04:18
Facebook Share
طباعة

 في أيار/مايو 2020 ، أعلن رئيس الوزراء ناريندا مودي أن الهند ستتابع تنفيذ مبادرة الهند المستقلة، وهي دعوة للهند لتعزيز استقلالها في تلبية متطلبات الأمن القومي والتصنيع الدفاعي، ويبدو أنها اختارت، لتحقيق ذلك، مد علاقاتها مع الخليج العربي، الذي يلعب دوراً بارزاً في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي والهيمنة السياسية في الهند، وتشير خطة السلام السرية الأخيرة بين الهند وباكستان بوساطة الإمارات إلى الدور الجديد الذي من المرجح أن تلعبه دول الخليج في الوساطة والمشاركة في قضايا الأمن القومي الهندي.


ومع ذلك، فإن مستقبل الاعتماد على الذات سيعيقه  تركيز الهند المستمر على نهج (الاقتصاد والطاقة والمغتربين) عندما يتعلق الأمر بعلاقاتها مع دول الخليج، وقد أصبحت عواقب التبعية الناتجة عن هذه الاستراتيجية واضحة بشكل خاص في العام الماضي أثناء الوباء، عندما كافحت البلاد لإعادة المغتربين الهنود الذين كانوا يعملون في الخليج، لذلك تحتاج الهند إلى إقامة علاقة أكثر توازناً مع دول الخليج من خلال عرض قدراتها في مجال الاستثمار المالي والابتكار التكنولوجي في المنطقة، وأن تعمل على تنويع علاقتها مع منطقة الخليج، وبالتالي تطوير حضور أقوى.


وبالرغم من دور الهند في الأمن الغذائي للخليج واللقاحات المطورة حديثًا، تحتاج نيودلهي إلى تطوير علاقات عسكرية وتكنولوجية ومالية مع دول الخليج التي تمنحها موطئ قدم حقيقي في المنطقة، ومن المرجح أن يشمل هذا النوع من التواصل الاستثمار ومشاريع التنمية والتعاون العسكري، وبهذا المعنى، تحتاج الهند إلى إقناع اللاعبين الإقليميين بالاستثمار في الهند والانخراط بشكل أكبر في مجالات أخرى غير تقليدية، وهذا ضروري بالنظر إلى الاستثمارات الصينية الجوهرية والتعاون العسكري مع الخليج كجزء من مبادرة الحزام والطريق، وقد أظهرت زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي الأخيرة إلى أربع دول في الشرق الأوسط الجهود الدبلوماسية الصينية المستمرة في المنطقة، ومع هذه الجهود تزداد مخاوف الهند بشأن الوجود الصيني المتزايد في الخليج.


في المقابل، تعد الهند ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم، حيث تشتري أسلحتها في الغالب من روسيا وفرنسا و"إسرائيل" ، ومما زاد الطين بلة، أن الهند هي أيضاً ثالث أكبر دولة من حيث الإنفاق الدفاعي، وبالتالي، في ضوء المشهد الجيوسياسي المتغير، لا تحتاج الهند فقط إلى تنويع شركائها التجاريين، بل تحتاج أيضاً إلى الاستثمار، والخليج يوفر سوقاً حيوية للمعدات الهندية الإلكترونية، والأسلحة، والذخائر بأسعار تنافسية ومعقولة، إضافة إلى أن الخليج يوفر فرصة للمشاريع والاستثمارات المشتركة في مجال الدفاع، وقد تتطلع الهند إلى إقامة شراكة استراتيجية دفاعية حصرية مع دول الخليج الرئيسة، وهذا هو السبب في اختيار الشرق الأوسط كثاني أكثر المناطق تفضيلاً في المبادرة الهندية بعد جنوب آسيا .


بالنتيجة، قد يكون التأثير المتزايد لمنافس إقليمي (الصين) في منطقة حيوية لاقتصاد الهند ولأمنها القومي، حافزاً قوياً لنيودلهي، ولا شك أن بناء سياسة طويلة الأجل تعزز المشاركة الهندية في الخليج من خلال الاستثمار والتكنولوجيا والتعاون العسكري هي طريقة استباقية لدعم أهدافها، وتحقيق التوازن مع النفوذ الصيني في المنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4