هل لدى روسيا خطة لإنهاء حرب اليمن؟

إعداد - رؤى خضور

2021.04.10 - 02:45
Facebook Share
طباعة

 لعبت روسيا في الصراع حول اليمن دوراً مختلفاً تماماً عن دورها في سورية وليبيا، إذ لم تشارك عسكرياً في الصراع اليمني، لكن ذلك لا يعني أنها وقفت على الحياد.


كانت اليمن ممزقة بسبب الصراع الداخلي حتى قبل انتفاضة 2011 التي أسفرت عن تسليم رئيس البلاد، علي عبد الله صالح، السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، في فترة انتقالية برعاية مجلس التعاون الخليجي، وسرعان ما اندلعت حرب أهلية في شباط/فبراير 2012 متعددة الأطراف، شملت حكومة هادي المدعومة من السعودية، وحركة أنصار الله المدعومة من إيران، والرئيس السابق علي عبد الله صالح، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، وقد انخرطت موسكو مع جميع أطراف النزاع الداخلي والقوى الإقليمية الرئيسة الثلاث المعنية في الصراع: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وإيران كجزء من الجهود الروسية للحفاظ على علاقات جيدة مع المملكة والإمارات من جهة وإيران من جهة أخرى.


لطالما دعت روسيا إلى حوار يمني داخلي لإنهاء الصراع وعرضت خدماتها كوسيط، كما استقبلت الخارجية الروسية يمنيين من مختلف الفصائل في موسكو، وبالرغم من ذلك، لا تشعر الولايات المتحدة وحكومات الخليج العربي بالراحة إزاء علاقات موسكو الودية مع حركة أنصار الله، ففي العام 2015، عندما سحبت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى سفاراتها من صنعاء بعد استيلاء أنصار الله على العاصمة اليمنية، احتفظت روسيا بسفارتها هناك حتى كانون الأول/ديسمبر 2017، وفي نيسان/أبريل 2015 ، كانت روسيا هي العضو الوحيد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي امتنع عن التصويت على القرار رقم 2216، الذي فرض حظراً على الأسلحة إلى حركة أنصار الله وحظر سفر زعيمهم، وفي العام 2018 استخدمت روسيا حق النقض ضد قرار مجلس الأمن الدولي بتمديد حظر الأسلحة المفروض على الحركة، كما عارضت موسكو أيضاً تصنيف إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لأنصار الله كمنظمة إرهابية أجنبية ودعت بدلاً من ذلك من أجل عملية سلام شاملة بين الأطراف اليمنية مثلما فعلت طهران، بالإضافة إلى أنها لم توجه انتقادات حادة للحركة في بيان صحافي لمجلس الأمن الدولي في 18 آذار/مارس بشأن اليمن.


في المقابل، أظهرت موسكو عدم دعمها بل واختلفت مع الحركة في عدة مناسبات، ففي كانون الأول/ديسمبر 2017 ، انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اغتيال الرئيس السابق صالح فقط لقطع العلاقات مع الحركة، وبعد استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي مدد حظر الأسلحة ضد الحركة اقترحت موسكو قراراً آخر (قرار مجلس الأمن رقم 2402) يمدد حظر الأسلحة على أنصار الله، وقد أشار صمويل راماني من جامعة أكسفورد إلى أن "روسيا رفضت مراراً إقامة علاقات تجارية مع الحركة وتجاهلت التماساتها للتدخل الدبلوماسي نيابة عنها"، وفي آذار/مارس، وصف لافروف هجمات الحركة على منشآت النفط السعودية بأنها "غير مقبولة" في مؤتمر صحافي مشترك في الرياض مع وزير الخارجية السعودي.


في المحصلة، لا تدعم موسكو أنصار الله بالقدر ذاته الذي تدعمه إيران في اليمن، من ناحية أخرى، تشير تصرفات روسيا إلى أنها لا ترى حلاً للصراع في اليمن إذا لم يشمل أنصار الله، لكن بخلاف اقتراح الحوار اليمني الداخلي، لا يبدو أن لدى موسكو أي خطة ملموسة لإنهاء الحرب الأهلية، وبدلاً من ذلك يبدو أن معاملة موسكو للحركة، كطرف يمني شرعي وانتقادها للحركة ودعمها لحظر الأسلحة المستمر ضدها، تهدف إلى إبقاء جميع الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية في حالة تخمين بشأن ما قد يفعله الكرملين لاحقاً.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 6