مطامع فرنسية جديدة في ليبيا

إعداد - رؤى خضور

2021.04.09 - 04:58
Facebook Share
طباعة

 في 29 آذار/مارس، أعيد فتح السفارة الفرنسية في العاصمة الليبية طرابلس بعد سبعة أعوام من إغلاقها. 


توترت علاقات باريس مع طرابلس بعد أن انحازت فرنسا إلى الحملة العسكرية للمشير خليفة حفتر 2019-2020 للسيطرة على طرابلس، أما وقد استُبدلت الحكومة السابقة، بات الطريق ممهداً لباريس للبحث عن بداية جديدة في ليبيا.


ومما لا شك فيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أراد، من خلال إعادة فتح السفارة، إرسال رسالة إلى الأصدقاء والأعداء على حد سواء، فمن جهة، أكد للجميع دعم باريس للسلطة الليبية الجديدة، ومن جهة أخرى، أراد أن يخبر منافسي فرنسا عودتها للعب دور فاعل في الملف الليبي.


في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، قادت فرنسا التدخل العسكري في ليبيا في العام 2011، قبل تسليم العمليات العسكرية إلى الناتو، وبدعوى "حماية المدنيين" وضعت تلك العملية العسكرية ليبيا في عقد من الحروب والنزاعات التي تتحمل فرنسا وحلفاؤها في الناتو مسؤوليتها، لكن ما يقلق فرنسا الآن هو المقاتلين الأجانب في ليبيا والدور الذي يلعبه رعاتهم، وخاصة تركيا، لذلك تسعى فرنسا إلى إعادة تأكيد وجودها في ليبيا بعد أن بدأت تخسر أمام خصمها، تركيا، التي حققت مكاسب كبيرة من النفط الليبي، ولعل أكثر ما يقلق فرنسا هو الصفقات الأمنية والبحرية التي وقعتها حكومة طرابلس السابقة مع تركيا عام 2019، مقابل مساعدات أمنية وعسكرية ساعدت في صد هجوم حفتر على طرابلس. 


في المقابل، فإن باريس تطمح، من خلال احتضان حكومة الوحدة الوطنية الليبية، لخدمة مصالحها الخاصة، حيث ترغب الشركات الفرنسية في الحصول على نصيبها في مشاريع إعادة الإعمار التي ستشرع فيها ليبيا بلا شك عند استقرار البلاد.


من الناحية الاستراتيجية، تعتبر فرنسا، اللاعب المهيمن في منطقة الساحل الأفريقي، جنوب ليبيا، مصدر تهديد لاستقرار عملائها في المنطقة، إذ لطالما كان جنوب ليبيا الخارج عن القانون مركزاً للأنشطة غير القانونية، بما في ذلك تجارة الأسلحة والاتجار بالبشر. تُعد المنطقة الصحراوية الشاسعة أيضًا ملاذًا آمنًا للمتطرفين الأجانب الناشطين في منطقة الساحل بأكملها، وقد سيطرت فرنسا المستعمرة لفترة وجيزة على فزان، المنطقة الجنوبية لليبيا، واستخدمتها كنقطة انطلاق لأنشطتها في عمق إفريقيا.


لا شك أن اهتمام باريس بليبيا هو بالتأكيد جزء من استراتيجيتها الواسعة لمنطقة الساحل الأفريقي، والتي تتجاوز ثروات ليبيا النفطية، فعلى الشواطئ الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط ​، ترغب فرنسا في تقليص سياسة تركيا التوسعية المتزايدة، والتي تعتبر ليبيا فيها حجر زاوية حيوي في إفريقيا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9