جدل مستمر حول نقل المومياوات في مصر

إعداد - أحمد درويش

2021.04.09 - 04:29
Facebook Share
طباعة

 يبدو أن الانقسام السياسي في مصر لا يزال يلقي بظلاله على معظم القضايا التي تشغل الرأي العام، خاصة ما يتعلق بقرارات الحكومة ومشاريعها، والتي تشهد جدلا مستمرا بين المؤيدين والمعارضين.


آخر تجليات هذا الانقسام، الجدل المشتعل حتى الآن حول حفل نقل مومياوات فرعونية من المتحف المصري وسط القاهرة إلى متحف الحضارة، والذي جرى مساء السبت الماضي لنقل 22 مومياء ملكية و17 تابوتاً ملكيا، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين، وحظي بتغطية إعلامية مكثفة.


وكالعادة ولعدة أيام بعد الحفل، اشتعل الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي حول أهمية الحفل وفوائده الاقتصادية وتكاليفه الضخمة، في حين اختار آخرون إحياء الجدل حول هوية مصر بين الفرعونية والإسلامية.


لم تكد مومياوات ملوك مصر وملكاتها تستقر في رقدتها الجديدة بمتحف الحضارة في حي الفسطاط جنوب القاهرة، منتقلة من المتحف المصري الواقع بميدان التحرير في قلب العاصمة، حتى انبعثت السجالات القديمة المتكررة حول هوية مصر: هل هي فرعونية أم عربية إسلامية؟


أبرز مظاهر هذا الجدل جاء بعد تغريدة للداعية الأزهري الشهير على مواقع التواصل عبد الله رشدي، حين قال إنه سعيد بالحضارة المصرية القديمة لكن ذلك لن يغير من هوية مصر العربية الإسلامية.


كما أشار حاتم الحويني نجل الداعية السلفي الشهير أبو إسحاق الحويني إلى ذم القرآن الكريم لفرعون، وهو أيضا من مشاهير الدعاة على مواقع التواصل.


وسرعان ما اندلعت ردود فعل منتقدة للهجوم على الحفل، حيث طالب مغردون رشدي بالصمت لعدم خدش حالة السعادة الغامرة بحدث نقل المومياوات.


أما المثير للجدل إسلام بحيري، فقد استغل الجدل كالعادة للهجوم على ما يصفه بإسلام الخلفاء والفقهاء، مشيرا إلى الإسلام في "طبعته الأولى" لم يكن يريد أكثر من الإيمان القلبي وليس طمس هوية وحضارة من يؤمن به، بحسب وصف بحيري الذي سبق أن تعرض للسجن بتهمة ازدراء الأديان.


وبدورها، ذهبت الكاتبة المثيرة للجدل أيضا فاطمة ناعوت للقول إن ما حدث خلال حفل موكب المومياوات الملكية، سواء من القيادة السياسية أو ردود فعل الشعب، يُعدُّ رسالة شديدة الوضوح تقول إن الدولة وجموع الشعب يعلنون عن هوية مصر الحقيقية التي لا نعرف غيرها. الهوية العِرقية التي تنتمي لأعرق حضارات الأرض، بحسب تعبيرها.


وامتد السجال إلى ما جرى عقب حفل المومياوات بوقف عرض مسلسل "الملك أحمس" بسبب ظهور بطله بلحية، حيث تعرض المسلسل إلى سخرية وانتقادات واسعة بسبب مظهر الممثلين وملابسهم.


واعتبر البعض أن لحية البطل عمرو يوسف وبعض الممثلين محاولة لطمس هوية مصر الفرعونية، في حين اعتبرها آخرون مجرد خطأ تاريخي وضعف بالإنتاج والعناية بالتفاصيل.


لكن الجدل حول المسلسل تجاوز العمل الفني إلى تجديد الصراع والجدل حول هوية مصر بين الفرعونية والإسلامية.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3