الرئيس البيلاروسي في "خانة اليك"

فادي الصايغ - وكالة أنباء آسيا

2020.05.07 - 03:16
Facebook Share
طباعة

 تحت هذا العنوان كتب "اوليغ ايلتشينكو" مقاله في موقع "بوليت" الأوكراني وجاء فيه:

يبقى الفيروس التاجي في أوروبا الموضوع رقم واحد على جميع المستويات، وذلك في مكاتب السياسيين، وفي نشرات وكالات الأنباء، وبين الناس العاديين أيضاً. فالآن مليون ونصف شخص في العالم مصابون بفيروس كورونا. معظم الدول وعلى الرغم من التخفيف الطفيف للقيود، فهي ليست في عجلة من أمرها للتخلي عنها بالكامل. وتتفرد السويد وبيلاروسيا في عدم فرض الحجر الصحي، وذلك على أمل التغلب على الوباء بنجاح دون الحاجة للقيود الصحية، وبالطبع مع وجود فارق كبير بين البلدين.

لاتنكر ستوكهولم وجود المرض، لكنها تتوقع تطوير مناعة جماعية للمرض. ومن الممكن أن تتعامل السويد المتطورة للغاية مع هذه الأمر، على الرغم من أنَّ عدد الحالات والوفيات الناجمة عن الفيروس التاجي فيها يتجاوز بشكل كبير عدد البلدان المجاورة لها.

ولكنَّ مينسك تنكر هذا الوباء، وذلك على لسان الرئيس البيلاروسي "ألكسندر لوكاشينكو"، فقد اعتبر أنَّ المرض ليس خطيراً، والتهديدات الصحية مبالغ فيها، والتدابير والقيود الصحية غير ضرورية. في الوقت نفسه، لا يشعر الرئيس بالحرج، كون أنَّه يساوي بلاده بالسويد، مع العلم بأنَّ بيلاروسيا قد تجاوزت الدول المجاورة لها مثل أوكرانيا وبولندا من حيث عدد المرضى والموتى، جراء الإصابة بفيروس كورونا.

إنَّ قصر النظر والعبث يسيطران على قرارات الرئيس البيلاروسي، فهو يسترشد بالمعلومات التي توفرها له يده اليمنى، ألا وهو وزير الخارجية البيلاروسي "فلاديمير ماكي". والجدير بالذكر أنَّ "ماكاي" لا يعتمد في معلوماته وقراراته على مصادر علمية، ولايكترث لخبراء الفيروسات وعلماء الأوبئة، الذين قاموا بالفعل بدق ناقوس الخطر، ودعوا السلطات إلى فرض الحجر الصحي.

يستشهد "ماكي" برأي الخبراء من منظمات مثل مركز البحوث الاستراتيجية والسياسة الخارجية في مينسك، ومبادرة مينسك للحوار، والمعهد البيلاروسي للدراسات الاستراتيجية. وهؤلاء الخبراء لا يكتبون في تحاليلهم عن الآثار الضارة للوباء على صحة الأمة، وإنَّما يكتفون بكتابة العواقب السياسية السلبية للحجر الصحي لبيلاروسيا. إنهم يخيفون موسكو، التي تستخدم الحجر الصحي للضغط على مينسك من أجل إخضاعها لإرادتها.

ليست هذه هي السنة الأولى التي يحاول فيها لوكاشينكو إظهار استقلاله عن روسيا للعالم بأسره، وأهمية بيلاروسيا في الساحة الجيوسياسية. وقد استغلَّ "فلاديمير ماكي" هذا الأمر، في تعزيز الطموحات العالية لـ "الدكتاتور الأخير في أوروبا". ففي مبادرة منه، رفضت مينسك بشكل قاطع الاختبارات الروسية للفيروس التاجي، مما يؤكد أيضاً على بُعد الجمهورية عن حليفها القديم.

ونتيجةً لذلك، فقد وجدّ "لوكاشينكو" نفسه في طريق مسدود، حيث أنَّ الغرور يمنعه من الاعتراف بانتشار الوباء لعدم قناعته بضرورة فرض الحجر الصحي، وبالتالي تضطر السلطات البيلاروسية إلى إخفاء الحجم الحقيقي للكارثة الصحية. كما أنَّ عدم فرض الحجر الصحي زاد من استياء السكان وتأجيج المعارضة له، التي ستستفيد بالتأكيد من هذا الوضع الصحي الكارثي بكل معنى الكلمة.

أليس هذا ما حققه فلاديمير مكي عشية الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا في أغسطس/آب 2020؟ هو الذي تعتبره واشنطن خليفة لوكاشينكو في الرئاسة. فهو مؤيّد للغرب وملتزم تجاه الجميع، ويحترم القيم الليبرالية. بإمكانكم القراءة أكثر عن هذا الموضوع في مقالنا السابق بعنوان" ماكي "اللقلق البيلاروسي"يحلّق بالقرب من العش الرئاسي".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1