كارثة إنسانية تتسع في السودان
شهد السودان خلال السنوات الثلاث الماضية أزمة إنسانية واسعة مع نزوح ملايين الأشخاص وارتفاع معدلات الجوع الحاد، بالإضافة إلى انهيار شبه كامل للبنية التحتية الأساسية والخدمات الحيوية. تشير البيانات الدولية إلى أن نحو 21.2 مليون شخص يعانون انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما نزح 9.5 ملايين داخلياً، وفرّ حوالي 4.35 ملايين إلى دول الجوار فيما حُرم نحو 10 ملايين طفل من التعليم بسبب تدمير المدارس أو تحويلها إلى مناطق غير آمنة.
تركزت أكبر موجات النزوح في إقليم دارفور مع لجوء 1.84 مليون شخص إلى جنوب دارفور و1.75 مليون إلى شمال الإقليم، إضافة إلى 978 ألف شخص في وسط دارفور، بينما يشكل الأطفال نصف إجمالي النازحين خلال الحرب الحالية أضيف نحو 7.25 ملايين نازح جديد، بينهم قرابة 2.7 مليون من الخرطوم ونحو مليوني شخص من شمال وجنوب دارفور.
على صعيد اللجوء الخارجي، فرّ نحو 4.34 ملايين شخص إلى دول الجوار ما رفع إجمالي المهجرين إلى قرابة 14 مليون شخص، أي أكثر من ربع السكان البالغ عددهم نحو 51 مليون نسمة تصدرت مصر الدول المستقبلة للاجئين بنحو 1.5 مليون شخص، تلتها جنوب السودان بحوالي 1.25 مليون ثم تشاد بنحو 1.2 مليون، بينما يشكل السودانيون حوالي 70% من الفارين.
الأمن الغذائي في السودان وصل إلى مستويات حرجة، حيث يعاني أكثر من 6.3 ملايين شخص من مرحلة الطوارئ و375 ألف شخص من المجاعة، مع نقص حاد في الغذاء وسوء تغذية وارتفاع معدلات الوفاة. وتم تصنيف مناطق مثل الفاشر شمال دارفور وكادقلي جنوب كردفان ضمن مناطق المجاعة الفعلية فيما تواجه الدلنج نقصاً غذائياً شديداً مع انقطاع طرق الإمداد.
القطاع الصحي يعاني انهياراً شبه كامل إذ تعمل أقل من 25% من المستشفيات، وهو ما منع ملايين الأشخاص من الحصول على الرعاية الطبية، بينما انتشر وباء الكوليرا مسجلاً أكثر من 123 ألف حالة مؤكدة وأكثر من 3500 وفاة إضافة إلى توثيق 200 هجوم على منشآت صحية و20 سيارة إسعاف تضررت أو دمرت، مما يزيد من صعوبة الاستجابة للأزمة الإنسانية.
قوات الدعم السريع ارتبط اسمها بالانتهاكات واسعة النطاق في دارفور، بما في ذلك عمليات قتل جماعي واعتداءات على المدنيين مع تفاقم المخاطر على النساء والفتيات من خلال العنف الجنسي والابتزاز المالي، فيما يواجه الأطفال الحرمان من التعليم والتغذية في ظل غياب التدابير الكافية لتقديم المساعدات.
