صفقة الغاز تجمع القاهرة وتل أبيب للمرة الأولى منذ 15 عاماً
زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المرتقبة إلى القاهرة تأتي في سياق دبلوماسي واقتصادي حساس في ظل الاتفاقيات السابقة بين البلدين ومفاوضات الغاز الطبيعي وأهمية الحفاظ على استقرار العلاقات الإقليمية والتوقيت المرتبط بالانتخابات الإسرائيلية القادمة إضافة إلى الضغط الأمريكي لتأمين صفقة استراتيجية للغاز وتحديد أطر التعاون الجديدة بين القاهرة وتل أبيب ويُعد اللقاء اختبارًا لتوازن المصالح الاقتصادية والسياسية للطرفين وسط قضايا متعلقة بالصراع الفلسطيني والأمن الإقليمي.
كشفت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن نتنياهو يعتزم توقيع عقد جديد لتزويد مصر بالغاز الطبيعي في خطوة هي الأولى منذ خمسة عشر عامًا وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإسرائيليين نسقوا مع دبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى للتحضير للزيارة وأن رئيس الوزراء سيجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بهدف إتمام الاتفاق قبل الانتخابات المقبلة في محاولة لتقديم إنجاز في ملف الطاقة.
رغم هذه التحضيرات نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي علمه بهذه الخطة مؤكدًا عدم وجود معلومات رسمية بشأن موعد الزيارة جاء ذلك بعد إعلان شركة نيو ميد إنرجي تعديلًا على اتفاق تصدير الغاز إلى مصر يزيد الكميات بنحو 130 مليار متر مكعب ليصل إجمالي العائدات المتوقعة إلى 35 مليار دولار حتى عام 2040 ويُعتبر حقل ليفياثان الذي تمتلك فيه شركة شيفرون الأمريكية حصة تشغيلية تقارب 40 بالمئة المصدر الرئيسي للغاز الإسرائيلي المصدَّر إلى مصر وقد وقع البلدان أول اتفاق لتصدير الغاز في عام 2020 ثم تم توسيعه في أغسطس الماضي.
وأفادت تقارير أن الولايات المتحدة تسعى لعقد قمة ثلاثية تجمع الرئيس الأمريكي والسيسي ونتنياهو خلال زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي إلى فلوريدا هذا الشهر ويقود السفير الإسرائيلي جهود تنظيم الاجتماع وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن القاهرة وضعت شروطًا سياسية قبل الموافقة على أي لقاء منها الالتزام بحل الدولتين وضمانات أمنية واقتصادية مرتبطة بصفقة الغاز وإلغاء أي خطط لتهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية.
يأتي هذا في ظل التوترات السابقة بين البلدين خاصة بعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في مناطق فلسطينية متاخمة للحدود المصرية والتي اعتبرت خروقات لمعاهدة السلام الموقعة عام 1979 وفي حال تعذر عقد اللقاء في القاهرة هناك مقترحات لعقد اجتماع بديل في واشنطن بمشاركة قادة إقليميين على هامش قمة أمريكية.
