شدد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، على تمسّك بلاده بدعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا وماليًا مع التأكيد في الوقت نفسه على أنّ قطر لن تتحمّل تكلفة إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل في قطاع غزة. وجاءت تصريحاته خلال مشاركته في اليوم الثاني من منتدى الدوحة 2025، حيث قدّم مواقف واضحة تجاه ملفات الشرق الأوسط والعلاقات الدولية.
وأوضح الوزير أنّ قطر مستمرة في تقديم المساعدات المباشرة للفلسطينيين، لكنها ترفض تحمّل كلفة الإعمار لأن المسؤولية تقع على الجهة التي تسبّبت بالدمار، مشيرًا إلى أنّ الشعب الفلسطيني له حق راسخ في البقاء على أرضه أي محاولات لدفعه نحو النزوح أو التهجير تمثّل خرقًا للقانون الدولي واعتداءً على الحقوق الأساسية.
في حوار إعلامي، كشف آل ثاني أنّ علاقة بلاده بحركة حماس بدأت قبل أكثر من 13 عامًا بناءً على طلب أمريكي، بهدف الوساطة وتهدئة النزاع وأكد أنّ الانتقادات التي تُوجَّه للدوحة تتجاهل حقيقة أنّ استضافة الحركة كانت لخدمة مفاوضات وقف إطلاق النار وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، ولعب دور محوري في اتفاقات تبادل الأسرى.
جدد الوزير التأكيد على أنّ قطر لم تموّل حماس في أي مرحلة، وأن جميع الأموال التي دخلت غزة خضعت لرقابة أمريكية وتنسيق مباشر مع الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة. ووصف الاتهامات الموجّهة لبلاده بأنها “حملات تضليل”، مشددًا على أنّ سجل التعاون القطري–الأمريكي يثبت التزام الدوحة بخفض التوتر والسعي للحلول الدبلوماسية.
وأعرب آل ثاني عن استغرابه من استهداف إسرائيل للدوحة خلال عملها كوسيط، معتبرًا الضربة “سابقة خطيرة” تمسّ أسس التفاوض وتشكّل انتهاكًا واضحًا للسيادة الدولية وقال إن الهجوم وقع بينما كانت قطر تحاول دفع حماس للموافقة على مقترح أمريكي قبل تطوير “خطة النقاط العشرين”.
ايضاً في ما يتعلق بمستقبل غزة، أكد أن الدعم القطري سيستمر موجّهًا مباشرة للسكان، مشيرًا إلى تمسّك أهل القطاع بالبقاء في منازلهم المدمّرة يعبّر عن صلابة المجتمع الفلسطيني. كما حذّر من استمرار الخروقات قد يُشعل مواجهة جديدة، معتبرًا أن الطريق الأكثر واقعية هو المضي في تنفيذ خطة الرئيس دونالد ترامب والعودة إلى مسار حلّ الدولتين لضمان استقرار المنطقة.
وفي ملفات إقليمية أخرى، دعا الوزير إلى تجنّب اندلاع حرب بين إسرائيل وإيران عبر استئناف المفاوضات النووية، معتبرًا أن أي مواجهة ستصيب المنطقة بأكملها وبالنسبة للحرب الروسية–الأوكرانية، أشار إلى وجود بوادر أمل عبر الوساطة الأمريكية.