من المتوقع أن تعلن الولايات المتحدة والسعودية عن مجموعة من الاتفاقيات تشمل مبيعات دفاعية، التعاون في الطاقة النووية المدنية، واستثمارات بمليارات الدولارات في مشاريع البنية التحتية للذكاء الاصطناعي داخل الولايات المتحدة.
وتأتي هذه الزيارة بعد تعهد استثماري سعودي بقيمة 600 مليار دولار قدمه الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للولايات المتحدة في مايو/أيار الماضي. وسيجري ولي العهد السعودي محادثات موسعة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، يتبعها غداء رسمي في غرفة الاجتماعات، ثم حفل عشاء مسائي رسمي في البيت الأبيض.
بيع مقاتلات "إف-35" لأول مرة:
أعلن ترامب أن الولايات المتحدة ستبيع للسعودية 48 مقاتلة من طراز "إف-35"، وهو ما يمثل أول بيع من هذا النوع للمملكة ويعد هذا التحرك تحولاً كبيراً في السياسة الدفاعية الأميركية، ومن شأنه أن يؤثر على التوازن العسكري في الشرق الأوسط ويثير مخاوف إسرائيل بشأن تفوقها العسكري.
ووفق صحيفة يديعوت أحرونوت، أرسل سلاح الجو الإسرائيلي وثيقة رسمية للقيادة السياسية حذر فيها من أن نشر طائرات مماثلة في السعودية قد يقلل من ميزة التفوق الجوي الإسرائيلي، ولاسيما في المهام بعيدة المدى والعمليات السرية، ويضعف القدرة على تنفيذ مهام حيوية خارج حدود إسرائيل.
توسيع التعاون الأمني والتكنولوجي:
يسعى ولي العهد السعودي إلى ضمانات أمنية إضافية، والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، إلى جانب إحراز تقدم ملموس في برنامج نووي مدني. ويعتبر ترامب أن تطوير علاقة متعددة الأبعاد مع السعودية خطوة مهمة للحفاظ على المملكة ضمن النفوذ الأميركي، وتجنب أي اقتراب من النفوذ الصيني، وفق تصريحات دينيس روس، المفاوض الأميركي السابق لشؤون الشرق الأوسط.
الضغط على السعودية للانضمام لاتفاقيات أبراهام:
يتوقع مراقبون أن يمارس ترامب ضغوطاً على السعودية للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، غير أن الرياض تحجم عن اتخاذ خطوة كبيرة قبل تحقيق تقدم واضح بشأن إقامة دولة فلسطينية، خصوصاً في ظل تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة. ويؤكد ترامب أن انضمام السعودية سيكون حجر الزاوية لتحقيق سلام أوسع في المنطقة، رغم أن بعض الخبراء يرون عدم إحراز تقدم لن يمنع الولايات المتحدة من التوصل إلى اتفاقيات أمنية جديدة مع المملكة.
استثمارات بمليارات الدولارات داخل الولايات المتحدة:
تركز الاتفاقيات أيضاً على استثمارات سعودية ضخمة في مشاريع الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة، وهو ما من شأنه تمهيد الطريق لتوسيع التعاون الدفاعي والتقني بين البلدين، حتى مع استمرار النقاش حول مسار التطبيع الإسرائيلي-السعودي، وإمكانية تأثيره على التوازن الإقليمي.