الصحة العالمية: وفيات الإجلاء الطبي في غزة تكشف "نظام الموت البطيء" الذي تفرضه إسرائيل

2025.11.15 - 03:52
Facebook Share
طباعة

لم تعد كارثة غزة إنسانية فقط؛ أصبحت جريمة منظمة تُدار على بوابات المعابر وفي غرف الانتظار أكثر مما تُدار في ساحات القتال. إعلان منظمة الصحة العالمية وفاة أكثر من 900 مريض بسبب تأخر الإجلاء الطبي ليس رقماً عابراً، بل دليل على سياسة إسرائيلية ممنهجة تستخدم حرمان المرضى من العلاج كأداة حرب لإخضاع المجتمع الفلسطيني وتفكيكه.

هذا الواقع يضع الاحتلال أمام مسؤوليته المباشرة عن قتل غير مباشر لكنه مقصود وممتد، ويحمل المجتمع الدولي مسؤولية الصمت أمام واحدة من أبشع صور الحصار الطبي في العصر الحديث.

 

900 وفاة… والعدّاد يعمل دون توقف

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن:

أكثر من 900 مريض ماتوا لأنهم مُنعوا من السفر في الوقت المناسب.

16,500 مريض ينتظرون السماح بالخروج.

بينهم 4,000 طفل في حاجة عاجلة إلى الإجلاء.


هذه ليست “تأخيرات” أو “تعقيدات إدارية”، بل قرارات قتل مؤجلة تفرضها إسرائيل بحجة “الإجراءات الأمنية”.

وتوصيف المنظمة واضح:
أي تأخير في الحالات الحرجة هو حكم بالإعدام.


نصف النظام الصحي خارج الخدمة… والنصف المتبقي يصارع الموت

المستشفيات تعمل اليوم بأقل من نصف طاقتها:

نقص في الأدوية والمواد الجراحية.

مولدات كهرباء على وشك التوقف.

غياب شبه كامل للعناية المركزة.

أقسام كاملة تعمل بلا أجهزة ولا طواقم.


منذ مايو 2024، جرت 119 عملية إجلاء فقط، نقلت 8,000 مريض، بينهم 5,500 طفل—رقم ضئيل أمام الانهيار الكلي للقطاع الصحي.

 


تيدروس يرفع الصوت: “افتحوا المعابر فوراً”

المدير العام للصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، لم يكتفِ بالتحذير؛ بل قدّم تشخيصاً سياسياً صريحاً:

الإغلاق هو السبب المباشر لانهيار الصحة.

منع الحركة الطبية يشكل تهديداً دائماً للحياة.

فتح جميع المعابر يجب أن يكون فورياً وغير مشروط.


وبلغة دبلوماسية حادة، أشار إلى أن عرقلة نقل المرضى جريمة لها ثمن، وأن العالم يعرف من الذي يتحكم بالمعابر.


الحصار الطبي كسلاح… إسرائيل تدير المرض كما تدير الحرب

منذ بدء الحرب، تحوّل المرض إلى ساحة إضافية لمعركة الاحتلال:

1. السيطرة الكاملة على المعابر

إسرائيل تتحكم في موافقات السفر، وتستخدم الأمن ذريعة لإغلاق الطريق أمام آلاف الحالات الحرجة.

2. تحويل المستشفيات إلى أهداف

قصف مباشر، حصار، تهجير طواقم، واستنزاف وقود.
لم يبقَ للقطاع الصحي سوى القدرة على البقاء الرمزي.

3. “الموت المؤجل” كآلية ضغط

مريض يحتاج إلى عملية منقذة للحياة—لا سفر، لا دواء، لا كهرباء.
إنه موت محسوب، ليس عارضاً ولا ناتجاً عن الفوضى.


كارثة إضافية… الأمطار تجرف مخيمات النازحين

في الوقت الذي يموت فيه المرضى داخل المستشفيات، اجتاحت مياه الأمطار مخيمات النازحين:

خيام مدمرة.

تلوث واسع للمياه.

أمراض تنتشر بسرعة.


الصحة العالمية تحذر من موجة وبائية قادمة، وقد تكون أخطر من القصف نفسه.


محاولات لترميم ما تبقى… لكن الاحتلال يمسك بالمفتاح

تعمل المنظمة مع شركاء دوليين لإصلاح ما يمكن إصلاحه:

دعم أقسام حرجة.

توفير معدات وأدوية.

خطط لإعادة بناء النظام الصحي.


لكن كل ذلك سيبقى حبراً على ورق طالما أن إسرائيل تتحكم بالمعابر وتفرض حصارها الطبي على السكان.


الموت عند المعبر

تقرير الصحة العالمية ليس بياناً طبياً؛ إنه اتهام مباشر يضع الاحتلال في قلب المسؤولية عن موت مئات المرضى، وعن حرمان آلاف الأطفال من حق أساسي: النجاة.

في غزة، الحياة لا تتوقف عند أبواب المستشفى، بل عند بوابة معبر مغلق.

وما لم يُفتح هذا المعبر، ستظل أرقام الضحايا ترتفع…
ليس بسبب الحرب فقط، بل لأن إسرائيل قررت أن تجعل المرض نفسه أداة قتل.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 6