استهداف مباشر للصحافيين في غزة: خيام النزوح تتحول إلى مقابر

2025.11.12 - 05:12
Facebook Share
طباعة

تواجه المؤسسات الإعلامية في قطاع غزة مأساة متواصلة جراء عمليات عسكرية مكثفة استهدفت الصحافيين والنازحين داخل خيام الإيواء. خلال العدوان الأخير، وثّق رصد دقيق استشهاد 44 صحافياً فلسطينياً ضمن خيام النزوح، إلى جانب إصابة العشرات بجروح خطيرة، شملت بتر أطراف بعضهم تعقب هذه العمليات سلسلة هجمات ممنهجة طالت المكاتب الإعلامية والمصورين والمراسلين في منازلهم وخيامهم المؤقتة، ما يشير إلى نمط متكرر في استهداف الوسط الإعلامي بشكل ممنهج.

أظهرت البيانات أن مواقع الخيام المستهدفة تقع قرب المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بما في ذلك محيط مستشفى ناصر، والشفاء، ومدارس في أحياء مكتظة بالنازحين وتم استخدام صواريخ دقيقة من الجو وطائرات مسيّرة، إضافة إلى عمليات قنص مباشر يشير هذا النمط إلى استهداف متعمد، لا يُمكن تبريره بأي نشاط عسكري داخلي في هذه المواقع، ويصنف وفق القانون الدولي كجريمة حرب.

الأحداث الموثقة تضمنت استشهاد مراسلين ومصورين يعملون في مؤسسات مختلفة، واستهداف خيامهم داخل مناطق النزوح، ما أدى إلى فقدانهم حياتهم أو تعرضهم لإصابات بالغة.
وقد أظهرت الوقائع أن الاستهدافات طالت صحافيين كانوا قد فقدوا سابقاً عائلاتهم في الهجمات، مما يضاعف الأثر النفسي والاجتماعي لهذه العمليات.

الآثار الإنسانية والاجتماعية للاستهداف المباشر للصحافيين تتجاوز خسارة الأرواح، لتشمل حرمان المجتمع الفلسطيني من القدرة على التوثيق ونقل الأخبار، وتعميق مأساة النزوح وعدم الأمان، بالإضافة إلى انتشار إصابات دائمة بين الصحافيين المصابين. هذا النمط من العمليات يخلق بيئة خطيرة للعاملين في المجال الإعلامي ويضعهم في دائرة تهديد مستمرة، ويهدد حرية الصحافة والتغطية المستقلة في مناطق النزاع.

يبرز التقرير أهمية التأكيد على حماية الصحافيين والامتثال للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف، الذي يجرم استهداف المدنيين وأماكن تجمعهم الآمنة كما يسلط الضوء على ضرورة التدخل الدولي لضمان حماية العاملين في الإعلام المدني، واستعادة القدرة على نقل المعلومات، وضمان عدم إفلات المسؤولين عن هذه الانتهاكات من العقاب.

يترك هذا الوضع أسئلة كبيرة حول مستقبل الصحافة في مناطق النزاع، وأهمية وضع آليات فعّالة لمراقبة الانتهاكات وتقديم الدعم للصحافيين المدنيين، لحماية حياتهم وضمان استمرار دورهم الحيوي في توثيق الأحداث ونقل الواقع إلى العالم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 4