ردود نواف سلام على سؤال "هل سبقتنا سوريا الجديدة
أثار رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، خلال قمة الابتكار 2025 في بيروت، موجة من التفاعل على منصات التواصل الاجتماعي، بعد رده على سؤال مباشر حول ما إذا كانت "سوريا الجديدة" قد سبقت لبنان في مسار الاستقرار بعد سنوات الحرب الطويلة.
رد سلام بين الدبلوماسية والحرص على التوازن
سألته المذيعة اللبنانية ريما مكتبي: "هناك شعور أن سوريا أسرع رغم 12 سنة، 13 سنة حرب مدمرة.. نريد أن نراك أنت ورئيس الجمهورية بعواصم القرار، متى؟ مثل ما عم نشوف الغير".
وجاء رد سلام دبلوماسيًا حذرًا، حيث قال: "نحن لا نتنافس، نحن سعداء أن سوريا وجدت طريقها نحو الاستقرار وأنا أعرف أن استقرارنا من استقرار سوريا. نحن طوينا صفحة من الماضي مع سوريا، ونسعى لبناء علاقات جديدة تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الآخرين".
وأضاف سلام موضحًا البُعد التاريخي للعلاقات بين البلدين: "مثلما نحن عانينا من تدخل سوريا في الشؤون اللبنانية، أعرف أن الإخوان السوريين أيضًا عانوا من تدخل لبنان".
تفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي
انتشر مقطع الفيديو بسرعة، وعلق مستخدمون متباينون على تصريحات رئيس الحكومة. أحدهم كتب: "دولته يراوغ. الجواب معروف. هو عندما تعود لبنان لحضنها العربي وتقضي تمامًا على سرطان الجنوب وأسلحته، عندما يعود لبنان للبنانيين وليس لإيران وأذرعتها".
في المقابل، ركز آخرون على الإنجازات التي حققتها سوريا الجديدة بقيادة الرئيس الشرع، معتبرين أن البلاد قطعت أشواطًا كبيرة في فترة قصيرة بفضل الجدية والالتزام في الإدارة والسياسة الداخلية، ما يفسر شعور البعض بتقدمها على لبنان في بعض الملفات.
تأتي تصريحات سلام في سياق حساس، حيث يسعى لبنان لاستعادة توازنه الداخلي والسياسي بعد سنوات من الانهيار الاقتصادي والتدخلات الإقليمية. وتسلط الردود الضوء على الانقسام اللبناني بين من يربط استقرار البلاد بعلاقات متوازنة مع سوريا، ومن يرى أن الحل يبدأ بمعالجة النفوذ الإيراني وأذرعته في لبنان.
رد نواف سلام يعكس استراتيجية لبنان الرسمية تجاه سوريا: التقدير لإنجازات "سوريا الجديدة"، مع الحفاظ على السيادة الوطنية وعدم الدخول في سباق مقارنات علنية. وفي الوقت ذاته، يظهر التفاعل الشعبي حجم التوتر الداخلي حول الملفات الإقليمية وتأثيرها على المسار الوطني اللبناني.
