أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي رفض بلاده القاطع لأي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، مشدداً على أن الغارات والتهديدات الإسرائيلية المتواصلة لن تغيّر من ثوابت الموقف اللبناني تجاه العدو الإسرائيلي.
وقال برّي في تصريح صحفي: "من يطلب التطبيع، عليه أن يعرف أنه غير ممكن"، موضحاً أن لبنان متمسك بمواقفه التاريخية التي ترفض أي تعامل مع إسرائيل قبل تحقيق انسحاب كامل من الأراضي العربية المحتلة وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي سياق حديثه عن الآلية الخاصة بالحدود البحرية والبرية، أشار برّي إلى تمسكه بما وصفه بـ"الميكانيزم" كإطار عمل يجمع كل الجهات المعنية، مؤكداً أنه لا مانع من الاستعانة بخبراء مدنيين مختصين عند الحاجة، كما حدث عام 2000 أثناء ترسيم الخط الأزرق، حين استعان لبنان بخبراء جيولوجيين ومختصين في الخرائط.
وشدد رئيس البرلمان اللبناني على أن كل التهديدات والغارات الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب لن تغيّر من الموقف الرسمي اللبناني، الذي يستند إلى حق الدفاع عن السيادة والكرامة الوطنية، مشيراً إلى أن إسرائيل تحاول عبر التصعيد العسكري فرض واقع سياسي جديد في المنطقة، "لكن لبنان لن يخضع لهذه المعادلة".
تأتي تصريحات برّي في وقت تتصاعد فيه التوترات على الحدود الجنوبية اللبنانية، مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مناطق في الجنوب، وردّ المقاومة اللبنانية بقصف مواقع عسكرية إسرائيلية في الجليل. وتشير تقديرات مراقبين إلى أن تل أبيب تسعى لزيادة الضغط السياسي على بيروت لدفعها نحو تسوية تتضمن ترتيبات أمنية أو سياسية مع إسرائيل، غير أن الموقف اللبناني الموحّد حتى الآن يرفض أي خطوة من هذا النوع تحت التهديد أو الابتزاز العسكري.