كارثة بيئية غير مسبوقة تهدد الغطاء الأخضر في لبنان، إذ تشهد البلاد موجة جفاف حادة أدت إلى ظاهرة “يباس الأحراج” التي امتدت من حريصا إلى عكار والشوف، محولة الغابات إلى مشاهد بنية بعد أن كانت مكسوة بالخضرة. وزارة الزراعة اللبنانية أكدت أن الظاهرة ليست ناتجة عن أمراض أو حشرات، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وانحباس الأمطار الذي أدى إلى شيخوخة مبكرة وتساقط الأوراق، خصوصًا في التربة الفقيرة بالمياه.
يرى الخبراء أن هذه الأزمة المناخية غير المسبوقة تشكل “زلزالًا بيئيًا” يهدد مستقبل الغابات اللبنانية، إذ فقدت البلاد ربع كمية الأمطار المعهودة هذا العام، ما جعل الأشجار تدخل في سبات طويل تجاوز موعده الطبيعي دون أن تتجدد أوراقها. يشير الخبراء إلى ما يحدث هو نتيجة مباشرة لتغير المناخ، أن لبنان لم يشهد في تاريخه الحديث جفافًا بهذه الحدة، ومحذرين من احتمال موت آلاف الأشجار إن طال الجفاف جذوعها.
من جهة أخرى، تتخوف الجمعيات البيئية من اشتعال الحرائق بسبب يباس الأشجار واستمرار الحرارة المرتفعة، ما يضاعف الخطر على الثروة الحرجية.
تتابع وزارة الزراعة الوضع عن كثب في ظل إمكانات محدودة، إذ إن ري الأحراج غير ممكن تقنيًا ولا ماليًا، خاصة مع غياب الطائرات المخصصة لذلك ومع تأخر الأمطار واستمرار موجات الحر، يقف لبنان على حافة كارثة بيئية قد تغيّر معالمه الطبيعية، فيما تبقى الأنظار معلقة نحو السماء في انتظار المطر.