في تطور ميداني لافت يعكس اتساع دائرة التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، أصدر الجيش الإسرائيلي صباح الخميس إنذارات عاجلة إلى سكان عدد من القرى في جنوب لبنان، مطالبًا إياهم بإخلاء منازلهم فورًا، محذرًا من تنفيذ هجوم وشيك على ما وصفها بـ"بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله".
الإنذارات شملت قريتي الطيبة وطير دبا في الجنوب اللبناني، حيث وزع الجيش الإسرائيلي خرائط مرفقة تحدد المناطق المستهدفة باللون الأحمر، مطالبًا المدنيين بالابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر. كما أشار إلى أن القرى تقع في نطاق عمليات عسكرية مرتقبة تهدف إلى "منع حزب الله من إعادة بناء أنشطته" في المنطقة.
وفي وقت لاحق، أكد الجيش الإسرائيلي في بيان جديد أن الإنذارات "محدودة النطاق" وتشمل فقط المباني المحددة في الخرائط والمجاورة لها، نافيًا أن يكون قد أصدر أوامر بإخلاء شامل لقرى الجنوب. وأضاف: "البقاء في المناطق المحددة يعرض السكان للخطر المباشر"، مشددًا على أن البيان الرسمي الوحيد يصدر عبر القنوات العسكرية المعتمدة.
وفي موازاة ذلك، شنت المقاتلات الإسرائيلية غارات عنيفة على أطراف بلدة طورا، استهدفت تجمعًا صناعيًا يضم معمل حديد ومنشرة خشب، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى وفقًا لمصادر لبنانية. وتزامن القصف مع تحليق مكثف للطائرات الإسرائيلية فوق قرى قضاء بنت جبيل، بينها عيتا الجبل التي شملها أيضًا إنذار بالإخلاء.
من جهتها، أعلنت "الجبهة الداخلية الإسرائيلية" أنه لا تغيير في تقييم الوضع الأمني في المنطقة الشمالية، في محاولة واضحة لطمأنة المستوطنين بعد تداول أنباء عن احتمال اندلاع مواجهة أوسع مع حزب الله.
ويأتي هذا التصعيد في ظل تزايد الضربات المتبادلة بين الجانبين منذ أسابيع، وسط مؤشرات على انتقال المواجهة من حرب استنزاف محدودة إلى عمليات عسكرية منظمة تستهدف عمق الجنوب اللبناني، ما ينذر بمرحلة جديدة من الصراع قد تتسع رقعتها في أي لحظة.
تتواصل التوترات على طول الحدود اللبنانية – الفلسطينية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023، حيث دخل حزب الله على خط المواجهة دعمًا للمقاومة الفلسطينية. ومع كل تصعيد في غزة، تتصاعد بدورها العمليات في الجنوب اللبناني، وسط تحذيرات أممية ودولية من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تشمل سوريا وشمال إسرائيل.