لاريجاني: واشنطن فشلت في نزع سلاح حزب الله.. وباراك هدد لبنان بضربة إسرائيلية
قال أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إن المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط توم باراك أدرك خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت استحالة نزع سلاح حزب الله، الأمر الذي دفعه لإطلاق تهديدات مباشرة وصريحة ضد لبنان.
وأوضح لاريجاني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية، أن باراك "بدأ مهمته في لبنان وهو يعتقد أن بإمكانه فرض الشروط الأمريكية بسهولة، محدداً مهلة مدتها 60 يوماً أمام السلطات اللبنانية لتطبيق مجموعة من المطالب، أبرزها نزع سلاح حزب الله". لكنه – بحسب لاريجاني – "سرعان ما اكتشف أن هذه المهمة غير ممكنة عملياً، ففقد أعصابه وأطلق تهديدات واضحة، قائلاً: إما أن تستجيبوا لما نطلبه، أو ستتعرضون لهجوم من إسرائيل".
وأضاف لاريجاني أن الأسلوب الذي استخدمه المبعوث الأمريكي "يعكس طبيعة السياسة الأمريكية القائمة على الضغط والابتزاز"، مشيراً إلى أن واشنطن تحاول استغلال الأزمة الاقتصادية والسياسية في لبنان لإضعاف حزب الله وتقليص نفوذه، لكنها تصطدم بـ"واقع ميداني معقد يجعل من نزع سلاح الحزب أمراً مستحيلاً دون إشعال حرب شاملة في المنطقة".
وخلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، وصف توم باراك لبنان بأنه "دولة فاشلة"، مشيراً إلى أن الجيش اللبناني "يعاني من نقص حاد في الموارد المالية والبشرية"، بينما يمتلك حزب الله إمكانيات تفوق قدرات الجيش الرسمي، مما يعكس – على حد قوله – "اختلالاً خطيراً في ميزان القوى داخل البلاد".
وفي كلمته أمام منتدى حوار المنامة، دعا باراك القيادة اللبنانية إلى "التحرك سريعاً لحصر سلاح حزب الله والانخراط في مسار تفاوضي يحافظ على حدود البلاد"، مؤكداً أن إسرائيل "مستعدة للوصول إلى اتفاق حدودي مع لبنان، لكنها قد تتخذ إجراءات داخل الأراضي اللبنانية إذا تطلبت التطورات ذلك"، في إشارة واضحة إلى احتمال شنّ ضربات إسرائيلية داخل لبنان.
تأتي هذه التصريحات في وقت يتصاعد فيه التوتر على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب في غزة، وسط تحذيرات من توسع المواجهة إلى جبهة الشمال. وتعتبر واشنطن نزع سلاح حزب الله شرطاً أساسياً لأي تسوية مستقبلية في لبنان، بينما ترى طهران أن الحزب يشكل خط الدفاع الأول ضد إسرائيل، ما يجعل الملف أحد أبرز محاور الصراع الإقليمي بين إيران والولايات المتحدة.
