في ظلّ تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية واتساع نطاقها الجغرافي، دخلت القاهرة على خطّ الأزمة مجددًا عبر تحرك دبلوماسي وأمني متسارع، يحمل رسائل دعم وتنسيق وتحذير مبطّن في آنٍ واحد.
أكد السفير المصري في لبنان، علاء موسى، عقب لقائه رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا، أن "الخروقات الإسرائيلية المتزايدة من حيث وتيرة الاعتداءات ونوعية الأهداف تستدعي تحركًا عاجلًا"، مشددًا على أن مصر "تقف إلى جانب لبنان بشكل كامل"، وتدعم "المقاربة الموضوعية" التي يتبناها الرئيس عون في ملفات حصرية السلاح بيد الدولة والتفاوض لتسوية الخروقات والاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح موسى أن وفدًا أمنيًا مصريًا رفيع المستوى سيزور بيروت خلال الساعات المقبلة، ليس بهدف "نقل تحذيرات أو تهديدات"، وإنما للمشاركة في تقييم المخاطر والتنسيق للتحوط من التصعيد القادم، في خطوة تشير إلى استشعار القاهرة حجم التوتر المتنامي على الجبهة الشمالية لإسرائيل.
وأضاف أن مصر "تجري اتصالات دبلوماسية وأمنية متواصلة مع مختلف الأطراف، مستفيدة من علاقاتها الإقليمية لخدمة الاستقرار اللبناني"، في إشارة إلى اتصالاتها المتوازية مع تل أبيب وطهران ودمشق وحزب الله.
وفي ردّه على سؤال حول إمكانية امتداد تهدئة غزة إلى لبنان، قال السفير موسى إن "وقف إطلاق النار في غزة فرصة يجب اغتنامها لمعالجة الملفات العالقة في المنطقة، وعلى رأسها الملف اللبناني"، مشددًا على أن بلاده، التي أسهمت في تثبيت الهدنة الأخيرة، "مستعدة لاستخدام علاقاتها لمساعدة لبنان على الخروج من هذه المرحلة الخطيرة".
كما لفت إلى أن دعم مصر للبنان "ليس وليد اليوم، بل بدأ منذ تشكيل جبهة إسناد غزة"، داعيًا إلى "عدم السماح بتصعيد جديد قد تكون عواقبه كارثية".
وفي السياق، التقى السفير المصري أيضًا رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الحكومي، حيث جرى بحث التصعيد الإسرائيلي، واستعداد بيروت لزيارة سلام المرتقبة إلى القاهرة نهاية الأسبوع للمشاركة في افتتاح المتحف المصري الكبير، إضافة إلى التحضير لاجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، الذي سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.
واختتم موسى بالتأكيد على أن الرسالة المصرية إلى بيروت "هي رسالة تحوط لا تهديد"، في تعبيرٍ يعكس توازن الموقف المصري بين دعم لبنان ومراعاة التعقيدات الإقليمية في مرحلة ما بعد هدنة غزة.