إقالة رئيس استخبارات البنتاغون: انعكاسات القرار
متابعات _ وكالة أنباء آسيا
أعلن وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيت، إقالة رئيس استخبارات البنتاغون، الفريق أول جيفري كروز، في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول دوافعها وتأثيرها على قيادة المؤسسة العسكرية وحسب تقرير لصحيفة "واشنطن بوست"، جاءت الإقالة نتيجة "فقدان الثقة"، ما يزيد الضغوط على الهيكل القيادي داخل وزارة الدفاع، التي تشهد منذ أشهر سلسلة من التغيرات والتحولات السريعة بين كبار المسؤولين.
تأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة تحركات تضمنت إقالات مفاجئة لكبار المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين، ووفق مصدرين مطلعين، فإنها تُعد جزءاً من "عملية إعادة ترتيب واسعة النطاق في أجهزة الأمن القومي"، هذه التحركات تكشف عن توتر داخلي كبير في البنتاغون، مع تصاعد الصراعات بين مستشاري الوزير الذين يتحول بعضهم إلى خصوم متنافسين على النفوذ داخل المؤسسة.
وأشارت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن محيط هيغسيت يعاني من صراعات داخلية واسعة، أدت إلى ما وصفته بـ"فوضى كاملة"، حيث تتداخل مصالح المستشارين مع مناورات للسلطة، إضافة إلى انتقاميات وإقالات مفاجئة، وتبادل الاتهامات بتسريبات معلومات وفضائح إعلامية تقلل من مصداقية المؤسسة، هذه الأجواء انعكست على معنويات الموظفين العسكريين والمدنيين، وأثرت على قدرة الوزارة على اتخاذ قرارات استراتيجية بشكل فعال.
في وقت سابق من يوليو، أفادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بأن مجموعة من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين كانوا بصدد صياغة رسالة تطالب باستقالة هيغسيت، مشيرة إلى أن الرسالة تناولت ضعف عملية اتخاذ القرار داخل الوزارة، و"الخلل التنظيمي" المتزايد، و"هوس" الوزير بمحاربة خصومه الداخليين، ما يعوق أداء البنتاغون. الرسالة التي تداولت بين المسؤولين منذ مايو، كانت تهدف إلى تسليط الضوء على مشكلات القيادة أمام الرأي العام الأمريكي.
إقالة رئيس الاستخبارات الأخيرة تعكس حجم التحديات التي يواجهها وزير الدفاع في إدارة مؤسسته، وتثير علامات استفهام حول الاستقرار الداخلي للبنتاغون، خاصة مع استمرار الخلافات بين كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس للسياسات الدفاعية الأمريكية، حيث يتطلب التعامل مع الملفات الأمنية والاستخباراتية تنسيقاً دقيقاً، ويُنظر إلى التغييرات السريعة في القيادة على أنها قد تعرقل هذا التنسيق وتزيد من صعوبة اتخاذ القرارات الاستراتيجية.
