مسؤول أوروبي بارز: غزة تشهد "إبادة جماعية" فعلية
بروكسل – وكالة أنباء آسيا
في سابقة هي الأولى من نوعها داخل أروقة الاتحاد الأوروبي، وصفت تيريزا ريبيرا، نائبة رئيس المفوضية الأوروبية، ما يجري في قطاع غزة بأنه "يبدو إلى حد كبير كإبادة جماعية"، في تصريح قد يعيد خلط الأوراق داخل الكتلة الأوروبية المترددة بشأن الموقف من الحرب الإسرائيلية على القطاع المحاصر منذ أكتوبر الماضي.
ريبيرا، التي تتولى أيضًا وزارة البيئة في إسبانيا، خرجت عن الخطاب التقليدي للاتحاد الأوروبي خلال مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، حيث قالت إن "القتل الجماعي والتجويع والتهجير القسري للفلسطينيين في غزة، يبدو إلى حد بعيد كأنه جريمة إبادة جماعية، بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
هذا التصريح، رغم ثقله الرمزي، لا يعكس الموقف الرسمي للمفوضية الأوروبية، التي تجنبت حتى اللحظة استخدام مصطلحات قانونية كـ"الإبادة"، مكتفية بالإعراب عن "القلق العميق" إزاء المجاعة والانتهاكات في القطاع. لكن تصريحات ريبيرا تؤشر إلى تزايد الهوة بين بعض العواصم الأوروبية والمؤسسات العليا في بروكسل.
ولم يصدر أي تعليق فوري من مكتب رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، والتي واجهت خلال الأشهر الماضية انتقادات واسعة من داخل البرلمان الأوروبي ومن منظمات حقوقية بارزة بسبب انحيازها السافر لإسرائيل، ورفضها توصيف الانتهاكات على أنها "جرائم حرب".
في وقت سابق، كانت منظمة العفو الدولية قد أعلنت أنها تملك أدلة قوية على ارتكاب إسرائيل لجريمة إبادة جماعية بحق سكان غزة، مطالبة الاتحاد الأوروبي بوقف دعم تل أبيب وفرض حظر على تصدير السلاح إليها، وفتح تحقيقات شاملة في الجرائم المرتكبة.
يبدو أن تحركات داخلية بدأت بالفعل داخل بروكسل؛ حيث كشفت تقارير أوروبية عن مراجعة سرية تجريها إدارة الشؤون الخارجية في الاتحاد بشأن اتفاق الشراكة مع إسرائيل، وسط مؤشرات على احتمال تعليق بعض الامتيازات التجارية، بعد ثبوت خروقات إسرائيلية صريحة لبنود الاتفاق المتصلة بحقوق الإنسان.
ورغم اتساع الغضب الشعبي والحقوقي، لا يزال الاتحاد الأوروبي يعاني من شلل سياسي حقيقي حيال الملف الفلسطيني، في ظل انقسام واضح بين دول تتبنى موقفًا حاسمًا – مثل إيرلندا وإسبانيا وبلجيكا – وأخرى ترفض المساس بإسرائيل كألمانيا والنمسا والمجر.
