بوتين يستقبل مبعوث ترامب وسط تهديدات بعقوبات جديدة
واشنطن تربط قراراتها بنتائج زيارة ويتكوف إلى موسكو
كتبت أماني إبراهيم
في لحظة توتر دولي متصاعد، استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الأربعاء، المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، في الكرملين، وسط ترقّب حذر لمخرجات اللقاء الذي قد يرسم ملامح المرحلة المقبلة من العلاقة المتأرجحة بين واشنطن وموسكو.
وأكد المكتب الصحفي الرئاسي الروسي أن الاجتماع بين بوتين وويتكوف يُعقد حاليًا خلف أبواب مغلقة داخل الكرملين، في ظل تكتم واضح على جدول الأعمال، باستثناء ما رشح من إشارات أمريكية إلى أن مستقبل العقوبات والرسوم الجمركية رُبط مباشرة بنتائج هذه الزيارة.
وكان ويتكوف قد وصل موسكو فجر اليوم، حيث استُقبل في مطار "فنوكوفو-2" من قبل كيريل دميترييف، الممثل الخاص للرئيس الروسي للاستثمار والتعاون الاقتصادي، ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي. وبعدها، شوهد المبعوث الأمريكي يتجول مع دميترييف في حديقة "زارياديه"، القريبة من الكرملين، في جولة رمزية تعكس الأهمية السياسية للزيارة.
الزيارة تأتي في وقت يلوّح فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ خطوات اقتصادية صارمة ضد روسيا، ما لم يتم التوصل إلى تسوية للأزمة الأوكرانية قبل التاسع من أغسطس.
وفي 14 يوليو، أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية بنسبة تقارب 100% على روسيا وحلفائها التجاريين في حال فشل المفاوضات خلال مهلة حُددت آنذاك بـ50 يومًا، قبل أن يُعلن لاحقًا، في 29 يوليو، تقليص المهلة إلى 10 أيام فقط، مبررًا ذلك بـ"غياب تقدم ملموس".
وفي آخر تصريحاته في 5 أغسطس، أشار ترامب إلى أن القرار النهائي بشأن فرض الرسوم سيُتخذ بعد الاطلاع على نتائج محادثات ويتكوف مع القيادة الروسية، مضيفًا أن "روسيا تبدو متأقلمة مع العقوبات"، لكن "هذا لا يعني التساهل معها".
رغم التهديدات المتصاعدة، يعكس استقبال بوتين للمبعوث الأمريكي الخاص استمرار التواصل المباشر بين أعلى المستويات في البلدين، في محاولة ربما لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الدخول في مواجهة اقتصادية شاملة، لا يستبعد مراقبون أن تتطور لاحقًا إلى مرحلة أشد تعقيدًا.
ويبقى السؤال: هل ينجح ويتكوف في انتزاع تسوية ترضي إدارة ترامب؟ أم أن زيارة اليوم ستكون مجرد محطة عابرة على طريق التصعيد الأمريكي المرتقب؟
