طبيب إسرائيلي: جنودنا ينهارون نفسيًا بسبب غزة
آلاف الجنود الإسرائيليين يعانون نفسيًا بعد عامين من حرب غزة
كتبت – أماني إبراهيم
كشفت صحيفة The Jerusalem Post العبرية، عن تصاعد خطير في معدلات الإصابة النفسية في صفوف الجنود الإسرائيليين، بعد مرور قرابة عامين على بدء الحرب في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الجيش يواجه أزمة داخلية صامتة تتمثل في انتشار اضطرابات ما بعد الصدمة والانهيارات العصبية بين قواته.
وبحسب التقرير، تلقى أكثر من 3 آلاف جندي علاجًا نفسيًا منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، بينهم مئات تم إدخالهم إلى مراكز إعادة تأهيل نفسي بشكل عاجل. كما سُجلت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) لدى نحو 12% من جنود الاحتياط، في واحدة من أعلى النسب بتاريخ الجيش الإسرائيلي.
تصريح صادم لطبيب عسكري
ونقلت الصحيفة عن الدكتور يسرائيل شيران، رئيس قسم الصحة النفسية في الجيش الإسرائيلي، قوله:
"نحن نواجه موجة غير مسبوقة من الانهيارات النفسية، بعض الجنود لم يعد بإمكانهم النوم أو التحدث أو العودة لحياتهم العادية. الحرب تركت فيهم ندوبًا لا تُرى، لكنها أعمق من أي إصابة جسدية."
وأضاف أن الحالات لا تقتصر على من شاركوا مباشرة في القتال، بل طالت جنود الدعم الفني والإداري، وحتى وحدات الطيران، مشيرًا إلى أن "الخوف المزمن من الموت، والمشاهد الصادمة، ولّدت ضغطًا نفسيًا تراكميًا يتجاوز قدرة الفرد على التحمل".
نقص فادح في الكوادر الطبية
أكد التقرير أن الجيش يعاني نقصًا شديدًا في عدد الأطباء والمعالجين النفسيين، وسط ارتفاع متواصل في عدد المصابين نفسيًا. وتحدث مسؤولون في وحدات التأهيل عن تأخّر حالات كثيرة في تلقي العلاج، ما أدى إلى تدهور خطير في حالتهم ووصل ببعضهم إلى محاولات انتحار.
حرب طويلة بلا نتائج حاسمة
ومنذ قرابة عامين، تشن إسرائيل حربًا مستمرة على قطاع غزة، بدأت في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته كتائب القسام، وعلى الرغم من الدمار الهائل، لم تنجح الحكومة الإسرائيلية في تحقيق أهدافها المعلنة، بينما تتفاقم الكلفة البشرية والنفسية في صفوف الجنود.
أزمة داخلية تهدد الجاهزية العسكرية
أظهرت البيانات أن الاستجابة لاستدعاء جنود الاحتياط تراجعت من 100% إلى نحو 75%، ما يعكس حالة إنهاك عامة ورفض متزايد للعودة إلى الجبهات. كما حذر مسؤولون نفسيون من أن آثار هذه الحرب النفسية قد تمتد لعقود، إذا لم تتخذ الحكومة خطوات عاجلة لاحتواء الأزمة.
