ظهور المقاتلين حيث انسحب الاحتلال في غزة يفاجيء المراقبين

كتب رائد الغول – دير البلح، غزة

2024.05.04 - 10:21
Facebook Share
طباعة

رجّحت مصادر مطلعة لوكالة آسيا نيوز أن تتولى دولة الإمارات العربية المتحدة إدارة الميناء الأمريكي العائم على شاطئ قطاع غزة، بعد رفض البريطانيين ارسال شركة امنية خاصة لادارة المساعدات نيابة عن الاميركيين. وهذا الامر لن يتم طبعا عبر الجيش الاماراتي بل عبر المساعدات المالية الاماراتية التي ستسهل استئجار شركات فلسطينية محلية واجانب وربما كما يقال يكون اغلبهم من الاتراك للمشاركة في تنفيذ مشروع الجسر البحر في قسمه البري وفي التوزيع.


و تتابع مصادر متعاطفة مع القيادي الغزاوي محمد دحلان المنشق عن السلطة الفلسطينية في رام الله والمقيم في دولة الامارات العربية، أنه في حال توصلت إسرائيل وحماس لاحقا برعاية قطرية مصرية لصفقة تبادل أسرى شاملة تفضي إلى انسحاب إسرائيلي من القطاع فان هذا المشروع سيبقى تحت الادارة الاماراتية ماليا حيث ان توافق حماس والقيادي محمد دحلان هو خيار بديل لدى حماس في حال عرقلت اسرائيل عمل الاونروا مستقبلا.


وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية تتجه في الوقت الحالي لإعطاء مهمة نقل المساعدات الإنسانية وتوزيعها داخل القطاع لشركات خاصة، بالتعاون مع مؤسسات دولية، وتحت إشراف أمريكي أمني صارم
المصادر رجّحت أيضًا أن يكون لمنظمة المطبخ المركزي العالمي حصة الأسد، في تولي مهام إيصال المساعدات للسكان، كنوع من "التغطية على الجريمة الإسرائيلية التي راح ضحيتها سبعة من العاملين/ات في المنظمة" في يوم 1 أبريل/ نيسان 2024.


ولم تستبعد المصادر توقف عمليات إنشاء وتجهيز الميناء برمتها اذا تعرض لقصف فعال من حماس وهناك اشاعات كثيرة تسري عن أن القيادي يحيى السنوار ابلغ رموزا في القطاع معروفين بعلاقتهم مع دحلان واخرين معروفين بعلاقتهم بماجد فرج، ابلغهم عبر الوسطاء ان الشركات والافراد ممن سيعملون مع الاسرائيليين امنيا تحت غطاء الجسر البحري سوف يجري استهدافهم وتنفيذ حكم الاعدام بهم كخونة.


الإمارات ودحلان مستقبل غزة


وحصلت وكالة آسيا نيوز على معلومات إضافية من مصادر خاصة نقلاً عن جماعة دحلان أكدت اهتمام الإمارات بإيجاد موطئ قدم لها في غزة من خلال الميناء لا بهدف تحقيق غايات سياسية وانما من موقع ان الامارات تريد مساعدة الشعب الفلسطيني وهي في نفس الوقت قادرة على ذلك لان علاقاتها بتل ابيب طبيعية رغم التوتر بين ابو ظبي وتل ابيب بسبب تعنت نتنياهو الرافض لوقف الحرب ما يحرج الدول العربية التي لها علاقات مع اسرائيل، واشارت إلى أن هذه الخطوة ستكون على المدى البعيد وتتعلق بمستقبل القطاع في مرحلة ما بعد وقف اطلاق النار.


وتخطط الولايات المتحدة إلى إيجاد قيادة بديلة تكون قادرة على إدارة مسألة غزة، وكل الدلالات تشير إلى القيادي الفلسطيني محمد دحلان الذي يتمتع بعلاقات متينة بدولة الإمارات هو الاكثر قابلية لخلق قيادة بديلة في قطاع غزة لكن جماعته ابلغوا حماس نقلا عنه شخصيا انه غير معني بهذا الامر وان دوره انساني ولا يريد الصدام مع المقاومة بتاتا.
وكانت مصادر دحلان في القطاع الصامد قد زعمت قبل اسابيع أن الرجل قد توصل لاتفاق مع حماس يسمح لرجاله بنقل المساعدات وتوزيعها مع ضمانات من دحلان بان لا يكون المشروع ذو جانب امني او سلطوي بل ينحصر فقط في ايجاد مخرج للاميركيين والاسرائيليين كي يتعاملوا مباشرة مع جهة فلسطينية على الارض يمكنها التنسيق معهم ومع حماس في نفس الوقت.


مصدر رفيع في وزارة الداخلية التابعة ل حماس ممن هم معنيون بالمساعدات اجاب على اسئلتنا بتحفظ قائلا ان العلاقة مع دحلان ليست مقطوعة لكن مسألة ان جماعته سيوزعون المساعدات لم يجري الاتفاق عليها وليس هناك ضمانات لاحد من حماس حين يتعلق الامر بالعمل الامني ضد المقاومة ولصالح اسرائيل. وان توزيع المساعدات ممكن وفق الالية الحالية التي ترعاها المنظمات الاممية بالتعاون مع لجان اهلية في المحافظات كافة والامور منظمة والعقبة الوحيدة لتوزيع اي مساعدات هي اسرائيل واميركا اللتان تبتزان المقاومة من خلال الحصار الغذائي للشعب الفلسطيني في غزة.


وكشفت معلومات موثقة من اكثر من جهة اهلية ومن صحفيين في محافظات قطاع غزة كافة بان الاسرائيليين ليسوا موجودين على الارض الا في محور نتساريم وباقي المناطق لم يعد فيها تواجد للاحتلال بداخلها بل على تخومها الزراعية وفي غلاف القطاع وعند بعض نقاط الشاطيء. وقد عاد مقاتلوا المقاومة من كل الفصائل وخصوصا حماس الى التحكم الامني والعسكري الكامل دون الظهور العلني في كل المدن رغم الدمار ورغم الطيران المسير الذي لا يفارق الاجواء وما يقال عن ان حماس لم تعد موجودة الا في رفح هو حلم اسرائيلي لا علاقة له بارض الواقع.


علاقة السلطة الفلسطينية وبريطانيا بالميناء


وترى مصادر محلية في دير البلح أنه من خلال هذا الميناء تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة مرة أخرى والتي انتهت سيطرتها عليه على الأرض عام 2006، ومنحها دورا رئيسيا في كل ما يتعلق بإدخال المساعدات إلى القطاع، وذلك في اليوم الذي يلي انتهاء الحرب.


النوايا الأمريكية في مسألة إنشاء الميناء واضحة للغاية، فمع وصول وزير خارجيتها أنتوني بلينكن إلى إسرائيل (وهي المرة السابعة منذ بدء الحرب) توّجه مباشرة إلى معبر كرم أبو سالم المخصص لدخول البضائع إلى قطاع غزة ومن ثم إلى ميناء أسدود، وكل ذلك من أجل الاطلاع عن قرب على سير العمل في الجسر البحري كجزء من حملة العلاقات العامة للزعم ان اميركا لا تشارك في الابادة بالتجويع مع العلم ان تدفق المساعدات الى وسط وشمال قطاع غزة بدأ يصبح اكثر كثافة بوجود الوزير الاميركي وقد بدأ ذلك منذ اسبوع وتقول مصادر حماس الحكومية (المدنية) ان الامر يتعلق بالضغط على المقاومة ايضا حتى مع انفراج المساعدات ووصول الاغذية للشمال لوقف المجاعة لان الامر رسالة امنية مفهومة وهي ان اميركا تشارك اسرائيل خطة لنقل النازحين الى رفح كي يعودوا للوسط والشمال بعد توفر الاغذية ما يتيح لاميركا المشاركة لا الموافقة فقط في معركة رفح التي تعتبرها المقاومة تهويلا قد يحصل حقا لكن هو ورقة بيد الاسرائيليين يضغطون فيها بالمفاوضات فاذا دخلوها لن يبقى بيدهم شيء ليضغطوا بعد فشل كل وسائل التدمير والتجويع وانقلاب ذلك على المعتدي عالميا مع وقوف الشعب الفلسطيني باغلب فئاته حتى التي لا علاقة لها سياسيا بحماس خلف المقاومة ورغم كل المآسي والجوع والقهر والاستشهاد اهالي غزة لم يثوروا على المقاومين بل احتفلوا بهم حيث ظهروا في الايام الاخيرة وكانها ايام عيد. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4