اللقاح الصيني يصل الى لبنان الأسبوع المقبل

2021.04.03 - 08:20
Facebook Share
طباعة

 أعلن السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان أن "لقاح كورونا الصيني سيصل إلى لبنان خلال الأسبوع المقبل". وقال خلال لقاء وداعي جمعه برئيس تجمع رجال وسيدات الأعمال اللبناني الصيني علي محمود العبد الله أن "الصين على قناعة من أن توسيع نشر اللقاح هو لمصلحة البشرية، لأن لا أحد يمكن أن يتمتع بالأمان والحماية منفردا، إذ أن المناعة الشاملة هي مصلحة مشتركة لكل الشعوب".
 
وقال السفير كيجيان خلال اللقاء: "كانت تجربتي في لبنان ثمينة وفريدة من نوعها على صعيد حياتي الدبلوماسية، وأعتز بها كثيرا. ومن المؤكد أنني استفدت من تجربتي كثيرا خلال السنوات التي أمضيتها في لبنان، لأن لبنان مدرسة للدبلوماسيين. لهذا تعلمت كثيرا واكتسبت أصدقاء كثر وأنا أفتخر بذلك".
 
وذكر بزيارته التضامنية إلى السفارة في بيروت على رأس وفد اقتصادي كبير، عندما بدأت أزمة كورونا في الصين. وقال: "لقد عبرتم عن الدعم المعنوي الكبير تجاه الصين في عز الأزمة. لقد كان العام الماضي صعبا على الجميع، ولكن بفضل التعاون تمكنا من السيطرة على وباء كورونا في الصين، وبذلنا كل ما في وسعنا لمساعدة الآخرين أيضا في التغلب على الجائحة. نحن نؤمن بأن لا أحد يستطيع أن يتمتع بالأمان منفردا في هكذا نوع من الأزمات، من دون أن يتمتع الجميع بالأمان والحماية. وما زلنا نتصرف انطلاقا من هذه القناعة، وقدمنا مساعدات للدول النامية بشكل خاص، بما فيها لبنان، ومؤخرا بذلنا جهودا على صعيد اللقاحات، وستصل اللقاحات الصينية إلى لبنان الأسبوع المقبل".
 
وأضاف: "لقد زرت موقع المبنى الجديد للمعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان "الكونسرفتوار" نهار الأحد الماضي، وكان فريق العمل يعمل بجهد كبير رغم الصعوبات الفنية. وهم الآن في مرحلة أساسية خلال العمل، ويحاولون أن يتقدموا في الأعمال بحسب الجدول الزمني".
 
وعن تعزيز العلاقات الاقتصادية مع لبنان، قال كيجيان: "نتمنى أن نتابع تنظيم زيارات الوفود الاقتصادية اللبنانية إلى الصين، وهذه من النشاطات التي ننظر إليها بأهمية. وأعتقد أنه بمجرد أن يتم تخفيف قيود السفر المفروضة نظرا لانتشار كورونا، سيتم استئناف هذه الزيارات".
 
وركز كيجيان على أهمية التجارة الدولية مع الصين، خصوصا من خلال الخطوط الملاحية البحرية، وقال: "تمتلك الصين أسطولا بحريا تجاريا كبيرا، ولديها شركة كبيرة للملاحة البحرية اسمها "تشاينا شيبينغ" China Shipping، وهي تعتبر من أكبر شركات الملاحة البحرية في العالم. وأعتقد أن السبب الرئيسي لارتفاع أسعار الشحن البحري هو ازدياد الطلب على المنتجات الصينية من جهة وتباطؤ عمليات التفريغ والشحن في الموانئ الأوروبية والأميركية بسب انتشار كورونا من جهة أخرى. لهذه الأسباب ارتفعت أجور الشحن بشكل كبير جدا، ويضاف إلى ذلك ندرة الحاويات الفارغة. الصين أول كيان اقتصادي رئيسي خرج من الجائحة وأعاد تفعيل كل خطوطه التجارية، وهو قادر على تصدير السلع إلى كل العالم. بينما الدول الأوروبية والولايات المتحدة وباقي دول العالم، ما زالت تعاني بقدر متفاوت من الاغلاق والتعثر في الإنتاج أو نقص في المنتجات. لذلك نجد أن الطلب بات كبيرا على الشحن البحري. ربما مع توسع التلقيح ضد كورونا عالميا، والعودة الكاملة للانتاج وتشغيل المصانع في أنحاء العالم، قد يتحسن الوضع بشكل تدريجي. ولكن مشاكل ارتفاع أجور الشحن وحادثة قناة السويس، أبرزت أهمية تقوية شبكات التواصل البديلة مثل السكك الحديدية بين الشرق والغرب. ومن هنا تبرز أهمية القطار المباشر من الصين إلى أوروبا، إذ ارتفعت أجور النقل في القطارات أربعة أضعاف خلال عام واحد، خصوصا مع ارتفاع أجور الشحن البحري. ولاحظنا ازدياد الحديث مؤخرا عن مشروع السكك الحديدية من الامارات والسعودية إلى البحر الأبيض المتوسط".
 
وقال العبد الله: "أنتم صديق لكل لبنان، وأعتقد أن هذه العبارة تختصر رحلتكم الدبلوماسية في لبنان، ونحن نعتبر أنكم علامة فارقة في العمل الدبلوماسي. لقد كان لنا شرف التعرف إليكم خلال هذه الفترة، إذ كانت لنا نشاطات مشتركة عدة أظهرتم فيها مدى اهتمامكم وصدق مشاعركم تجاه وطننا. وعلى الرغم من كل الصعوبات والتحديات، سواء التي حصلت في لبنان أم في المنطقة وعلى صعيد العالم، تمكنتم من خلال جهودكم من ترك بصمة إيجابية كبيرة خلال مسيرتكم الدبلوماسية. وهذا انجاز للتاريخ، تمكنتم من إضافته إلى العلاقات الصينية- اللبنانية. وهذا ليس إنجازا فحسب، بل أيضا قيمة تضاف إلى تاريخ العلاقات بين الشعبين الصيني واللبناني. ولهذا نؤكد أنكم شكلتم علامة فارقة في تاريخ العلاقات الدبلوماسية في لبنان".
 
وأضاف: "لطالما كانت الصين مثالا يحتذى به خصوصا في تجربة التنمية الاقتصادية الصينية والسياسات التي انتهجتها بلادكم، وخصوصا أسلوبها في بناء العلاقات المستندة إلى المصالح المشتركة".
 
وتابع: "تعلمنا في السابق أهمية تحويل الأزمة إلى فرصة، وهذا بالتحديد ما نجحت بتحقيقه الصين خلال أزمة وباء كورونا، إذ تمكنت من تحويل أزمة كورونا إلى فرصة واندفعت في تحقيق التنمية الاقتصادية بشكل سريع. لقد أظهرت الصين تجربة فريدة من نوعها خلال العقود الماضية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بنهضة الأمم وتحقيق سيادتها ووحدتها وتقدمها الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والثقافي أيضا".
 
وتوجه بالشكر "على كل المبادرات التي قمتم بها، سواء من خلال دعم الطلاب أو من خلال إطلاق أعمال مشروع بناء المبنى الجديد للمعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان "الكونسرفتوار" وتجهيزه، بتمويل من الحكومة الصينية. ونعتقد أن هذا مشروع للتاريخ، فالموسيقى هي اللغة الوحيدة التي تعبر بين الشعوب ويفهمها الجميع".
 
وأشار الى أن "لبنان يشبه مختبرا لا للعمل الدبلوماسي فحسب، بل أيضا لعمل شركات القطاع الخاص. وهذا يتطلب من الشخص أن يكون مدركا تماما للخطوات التي يتخذها. وهذا الأمر كان واضحا، خصوصا وأنكم تمثلون الدبلوماسية الصينية التي تقف على مسافة واحدة من الجميع. وهذا يتطلب دقة عالية خصوصا في هذه المرحلة التي يعيشها لبنان والعالم، ونحن نحترم هذا الأسلوب الدبلوماسي الصيني".
 
وختم العبد الله: "الشحن البحري بات مكلفا جدا، وهذا الأمر يشكل عائقا أمام تنمية الصادرات بين البلدين. يضاف إلى هذا الأمر الأزمة التي شهدتها قناة السويس والتي تسببت بتأخر وصول البضائع إلى المنطقة وأوروبا. ولا شك أن تقدم مشروع الحزام والطريق الصيني، قد يساعد على تخفيض التكاليف. وهذا مشروع بالغ الأهمية وقد حصل على دعم كبير من الرئيس الصيني وعدد كبير من قيادات بلدان العالم".
 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 6