الصراع الليبي: هل تكرر أمريكا "الخطأ القديم"؟

إعداد - رؤى خضور

2021.03.29 - 04:59
Facebook Share
طباعة

 في اجتماع تاريخي غير متوقع لمجلس النواب الليبي في 15 آذار/مارس، أدى رئيس الوزراء المعيّن حديثاً عبد الحميد الدبيبية وأعضاء المجلس اليمين الدستوري، وأصبحوا رسمياً رؤساء الحكومة الوطنية المؤقتة، التي من المتوقع أن تضع حداً لأعوام عديدة من النظام الثنائي والنضال من أجل القيادة السياسية.

ومع وصول جو بايدن للرئاسة الأمريكية، تجدد اهتمام واشنطن بإعادة النظر في موقفها من الصراع الليبي، ومن المتوقع أن نشهد تغييراً في موقف واشنطن لمسه المحللون في تصريحات رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني ويليامز، عندما ألقت باللوم على مستشار الرئيس الأمريكي السابق للأمن القومي، جون بولتون، لإطلاق العنان للصراع المسلح بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر، مثل هذه التصريحات تشير بوضوح إلى تغيير جذري في المناخ السياسي في واشنطن.

لكن بغض النظر عن مبدأ عدم التدخل المعلَن لفظياً، تتنافس الولايات المتحدة مع أصحاب المصلحة الأجانب الآخرين في محاولة لاستعادة النفوذ المفقود في عهد دونالد ترامب، وبحسب العديد من المحللين تسعى الولايات المتحدة لمنع روسيا وتركيا من تعزيز قبضتهما على المنطقة، واستخدمت تدخلهما ذريعة لتبرير جهودها في زيادة النشاط العسكري والدبلوماسي في المسرح الليبي أمام الرأي العام الأمريكي، لكنها تخاطر في تهميش البلدان المعنية واستبعادها من التسوية السياسية وإعادة الإعمار بعد الصراع، بإفساد التوازن الهش في البلاد وتكرار أخطائها القديمة.

لا شك أن البيت الأبيض قد فشل في تحمّل عواقب الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، ولعل أسوأ قرار اتخذ في فترة رئاسة باراك أوباما آنذاك هو دعمه للانقلاب في ليبيا، الذي أغرق الدولة في سلسلة من الحروب ومشكلات اقتصادية لا نهاية لها. 

لذلك من أجل عدم الوقوع في نفس الخطأ، يتعين على الولايات المتحدة والدول الأخرى، إذا كانت تريد حقاً مساعدة ليبيا، أن تضع خطة عمل ملموسة وطويلة الأجل تأخذ في الاعتبار مصالح الأطراف المعنية جميعها، فهذه القضية بالذات أساس تعقيد الصراع الليبي، الذي تحول من حرب أهلية إلى مواجهة صريحة بين دول أجنبية متعددة.

صحيحٌ أنه من الصعب التوصل إلى تسوية بين الأطراف الداخلية والخارجية في ليبيا، لكنه ليس مستحيلاً، وبالرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً لإيجاد خطة عمل واتباعها، إلا أن هذا بلا شك يمثل حجر الزاوية لحل مستدام للصراع.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 7