"الحزام والطريق".. وسيلة الصين لمواجهة أمريكا

إعداد - رؤى خضور

2021.03.29 - 04:20
Facebook Share
طباعة

 الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، دفعت بكين إلى متابعة مصالحها وتوجيه جهودها إلى الشرق الأوسط وتعزيز مبادرة الحزام والطريق، والسعي لمنع اندلاع أي صراع يمكن أن يضر بمصالحها، بما في ذلك تعطيل إمدادات الطاقة، والظروف التي يمكن أن تؤدي إلى خفض الصادرات الصينية، والاضطراب في البنية التحتية الذي يؤثر على صادراتها إلى أسواق الغرب، وستظل الطاقة في صميم علاقات الصين مع الشرق الأوسط، فهذا العامل له أهمية بالغة في مساعي بكين الجيواستراتيجية في المنطقة وحولها. 

حتى الآن، كان نهج الصين حذراً بشكل عام في الشرق الأوسط لضمان توفير الطاقة لحماية مصالحها الجغرافية والاقتصادية واستثماراتها وتجارتها، فباعتقاد بكين أنه مع توسع العلاقات الاقتصادية، سيزداد اعتماد الدول على الصين في مجالات الدفاع والأمن. 

في المقابل، مع إحباط آمال إيران في السعي إلى الاستثمار والتكنولوجيا الغربية، اندفعت إلى الحضن الصيني، والصين بالتأكيد سعيدة بتقديم المساعدة وتعزيز العلاقة مع إيران، التي قد تشهد تدفقاً هائلاً للاستثمارات الصينية في قطاع الطاقة والبنية التحتية والمشاريع الكبيرة، وتعكس مسودة اتفاقية التعاون الأخيرة بين الطرفين التي تبلغ مدتها 25 عاماً، مدى تصميم الصين على المشاركة في تنمية إيران، وأن الشرق الأوسط يمثل أولوية استراتيجية للصين، إذ ستزيد خطة التعاون التي تمتد من 2020 إلى 2045  من مشاركة بكين في تطوير الموانئ والمنطقة الخالية من التجارة والبنية التحتية للاتصالات، وهي المكونات التي ستساعد إيران على أن تصبح رابطاً لوجستياً حيوياً، بالتالي ستكسب تركيا الكثير إذا عملت إيران كحلقة وصل توفر اتصالات لوجستية لنقل الطاقة والتجارة والسياحة لجيرانها، أي أن هدف الصين هو جعل إيران جسراً يربط بين الجنوب والغرب عبر تركيا وشرق ووسط أوروبا عبر آسيا الوسطى. 

وبالحديث عن مصالح الصين في الشرق الأوسط لا نستطيع إغفال دول الخليج العربي، خصوصاً أنه يجري مؤخراً تواصل مع دول مجلس التعاون الخليجي لتوقيع اتفاقيات تجارة حرة معها، لما تحمله تلك الدول من أهمية اقتصادية في العالم من حيث إمدادات الطاقة، وتسريع عملية إنتاجها، وجاء الحديث الأخير عن رغبة الصين في عقد اتفاقيات تجارة مع دول الخليج على لسان وزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي زار السعودية مؤخراً.

لا شك أن الصين أصبحت، وبهدوء، القوة الخارجية الوحيدة التي لديها علاقات سياسية وتجارية قوية مع كل دولة رئيسة في الشرق الأوسط متفوقة على الولايات المتحدة، ويبدو أن مبادرة الحزام والطريق تنجح ببراعة بعد تأييد والتزام مصر وإيران والعراق وقطر والسعودية وتركيا والإمارات وحتى "إسرائيل"، وهذا وحده بمثابة جرس إنذار لواشنطن.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 6