عُمان والولايات المتحدة: فرصة ذهبية لإنهاء حرب اليمن

إعداد - رؤى خضور

2021.03.11 - 07:49
Facebook Share
طباعة

 بصفتها العضو الوحيد في مجلس التعاون الخليجي (GCC) الذي لم ينضم أبداً إلى التحالف العسكري الذي تقوده السعودية ضد حركة أنصار الله في اليمن، فإن تسمية عمان باسم "سويسرا الشرق الأوسط " مرتبطة بسياساتها مع اليمن، وأنشأت السلطنة مكانتها الدبلوماسية العالية من خلال لعب دور الجسر بين الفصائل المتحاربة، بالتالي قد تتفق القيادات في عُمان والولايات المتحدة على عديد من القضايا المتعلقة باليمن وعقد تسوية دبلوماسية، إذ تحافظ عُمان على علاقة طيبة مع حركة أنصار الله في الله بما أنها لم تشارك قط في الأعمال العدائية ضدها، وعلى عكس دول الخليج العربية الأخرى، لم تنظر القيادة العمانية إلى "أنصار الله" على أنهم أعداء، بل هم بنظرها يمثلون جماعة في اليمن لا يمكن تجاهلها في إقامة نظام جديد في اليمن بعد الصراع، كل هذا أدى إلى بناء تدريجي للثقة المتبادلة بين الطرفين.


وقال دبلوماسي عماني في واشنطن لموقع Middle East Eye " تحافظ عُمان على المسافة ذاتها من جميع الأطراف اليمنية"، لذلك يدعو جميع الأطراف إلى الالتفاف حول طاولة الحوار البنّاء من أجل الوصول إلى حل سلمي وتوافقي للصراع الجاري.


لكن وجهات النظر المختلفة بشأن أنصار الله والصراع في اليمن أدت إلى تأجيج التوترات بين عُمان من جهة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة أخرى، ومن خلال المشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة مع البريطانيين في العام 2018 ، أشارت عُمان إلى معارضتها للأعمال العسكرية الإماراتية في شرق اليمن وسياسة الإمارات تجاه اليمن بشكل عام، وفقاً لمركز أبحاث أبعاد في صنعاء، وفي شباط/فبراير 2019 ، قال وزير الخارجية العماني آنذاك، يوسف بن علوي، إن مسقط تختلف مع تصرفات أبو ظبي في اليمن لأن العمانيين لا "يشجعون أو يتسببون في حروب ونزاعات".


في أواخر العام 2020، أوضحت عُمان خلافها مع تصنيف إدارة دونالد ترامب لحركة أنصار الله كمنظمة إرهابية، وتأخذ على عاتقها دوراً دبلوماسياً في اليمن، لا سيما أن استمرار الحرب وجميع أزماتها الإنسانية يمثل أخطر تهديد أمني مباشر لسلطنة عمان، التي تشترك بحدود 187 ميلاً مع اليمن، لذلك تعتبر مساعدة الأطراف المعنية لحل الأزمة أولوية سياسية إقليمية عليا لمسقط، ومنذ بداية التدخل العسكري بقيادة السعودية في اليمن في العام 2015 سعى العُمانيون إلى المساعدة باتجاه تسوية دبلوماسية على أساس التنازلات، ولطالما اعتقد المسؤولون في مسقط أنه لا يمكن للتحالف العربي تحقيق أهدافه في اليمن بالوسائل العسكرية، ويبدو الآن أن مسؤولين جدد في البيت الأبيض يشاركونهم هذا الرأي، إذ سارعت إدارة جو بايدن لإلغاء دعمها للعمليات الهجومية في الحرب على اليمن بما في ذلك بيع الأسلحة، وأعلن الرئيس بايدن أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي"، ويبدو أن أدارة بايدن تدرك أهمية دور عمان الدبلوماسي في اليمن، فبدأت بشبك العلاقات الثنائية مع عمان وإجراء محادثات تمهيدية.


وبما أن إيران لاعب أساسي في القضية بصفتها الراعي الرسمي لحركة أنصار الله ومزودهم بالسلاح ومن الضروري مشاركتها في محادثات السلام في اليمن، ومثلما عملت عُمان كجسر دبلوماسي بين واشنطن وطهران بشأن الملف النووي، يمكنها أيضاً تسهيل الحوار بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الأزمة اليمنية، إذ إن لحكومة عمان تاريخ دبلوماسي يُشهد له حين عملت مع إدارة باراك أوباما في عامي 2012 و 2013 في تسهيل الحوار بين الولايات المتحدة وإيران الذي أرسى الأساس للاتفاق النووي، كما عمل المسؤولون في مسقط عن كثب مع المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، في دوره السابق كنائب مساعد وزير الخارجية لشؤون شبه الجزيرة العربية، لذا سيعمل المسؤولون في مسقط الآن مع عديد من هذه الشخصيات ذاتها في السعي لإنهاء الحرب في اليمن، بالتالي فإن سياسياً مخضرماً في واشنطن مثل بايدن لديه الخبرة في المنطقة والعلاقات العميقة مع السياسيين الخليجيين، فإنه يملك أيضاً فرصة ذهبية لحل أزمة الستة أعوام، وسيعمل بالتأكيد للاستفادة من القيادة العمانية التي يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في تبادل الرسائل وتسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3