المعارضة السورية بعد 10 سنوات من "الثورة"

إعداد - سامر الخطيب

2021.03.10 - 05:24
Facebook Share
طباعة

 خلال عشر سنوات من عمر النزاع في سورية، فشلت المعارضة على اختلاف مكوّناتها بتوحيد صفوفها وتقديم بديل (على حد تعبير ناشطين ) عن "النظام".


 وعلى وقع خسائر ميدانية متتالية، بات صوتها خافتاً وقياداتها مشتّتة وتتحرّك وفق أجندات داعميها.


وباعتراف المعارضين انفسهم، لم تنجح مجموعات المعارضة السياسية المقيمة بغالبيتها في المنفى في بناء جسور مع الداخل. وغالباً ما اتُهمت بعدم تمثيلها لصوت الشارع المعارض والفصائل المقاتلة التي تمكنت في سنوات النزاع الأولى من السيطرة على نحو ثلثي مساحة البلاد.


بعد عدة اجتماعات عام 2011 تأسس المجلس الوطني السوري. وتحالف بعد عام مع مجموعات أخرى تحت مسمّى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.


وبات يُنظر الى الائتلاف الذي تأسّس في الدوحة، على أنّه الأكثر تمثيلاً للمعارضة. وحظي الائتلاف باعتراف رسمي من أكثر من مائة دولة غربية وعربية في مؤتمر “أصدقاء سورية” نهاية العام 2012 بوصفه “ممثلاً وحيداً للشعب السوري”.


ومع عسكرة النزاع، تعدّدت الفصائل المقاتلة التي تلقت دعماً من جهات ودول لها أجندات خاصة، وأسهم تصاعد نفوذ التنظيمات المتشددة لا سيما تنظيم “داعش” منذ العام 2014 بإضعاف المعارضة سياسياً وعسكرياً


في مطلع العام 2014، شارك الائتلاف مع وفد من الحكومة في جولتي مفاوضات بإشراف الأمم المتحدة سعيا لإيجاد حل للأزمة، من دون إحراز تقدم. وبرعاية سعودية، تشكلت نهاية 2015 الهيئة العليا للمفاوضات التي ضمّت أطيافاً واسعة من المعارضة لبدء مفاوضات جديدة.


وظهرت لاحقاً منصات أخرى تتحدث باسم المعارضة: منصة القاهرة ، ومنصة موسكو و نشطت مجموعات معارضة. وقد دعيت جميعها الى جنيف.


مع انطلاق جولات المحادثات العام 2016، وجدت مجموعات المعارضة نفسها مطالبة بتوحيد وفدها رغم تباين موقفها وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، تأسست هيئة التفاوض العليا .


وبعد خسائر ميدانية بدا واضحاً أن الدول التي دعمت المعارضة واستقبلت قياداتها باتت تتعاطى بواقعية أكبر مع الحكومة السورية.


وبدءاً من 2017، طغت محادثات أستانا على مسار جنيف وأضعفته.


وباتت المحادثات تقتصر اليوم على لجنة دستورية تضمّ ممثلين عن الطرفين لبحث تعديل أو وضع دستور جديد. 


في الخلاصة، لم تفرز المعارضة قيادة بديلة تشكل محاوراً يتمتع بالمصداقية للمجتمع الدولي، وبقيت رهينة أجندات دول تدعمها أو تحرّكها، ما شكّل خيبة أمل حقيقية للناشطين و”الثوّار”.


ورأى أحد الناشطين المعارضين ان : “المعارضة هي إحدى الخيبات”.


ويضيف “بعض المعارضين يعملون كسفراء لدول أخرى ويمثلون مصالحها في سورية وهم تعاملوا مع النظام كما لو أنه سيسقط خلال أشهر وكان الهم الأساسي من سيحظى بمنصب”.


ويخلص الى القول “ما لم تتمكن المعارضة من إنجازه خلال عشر سنوات، لن تتمكن من تحقيقه اليوم”.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 1