من هو المناضل الجزائري الذي أقرّت فرنسا بقتله ؟

إعداد - جوسلين معوض

2021.03.06 - 04:13
Facebook Share
طباعة

 بعد حوالي 7 عقود من الإنكار، أقرّت فرنسا بأن المحامي والزعيم الوطني الجزائري، علي بومنجل "تعرض للتعذيب والقتل" على أيدي الجيش الفرنسي إبان الاستعمار، متراجعة بذلك عن رواية باريس القديمة بأنه انتحر.


وقال مصدر رسمي جزائري إن "الجزائر سجلت بارتياح إعلان ماكرون وقراره تكريم المجاهد الشهيد علي بومنجل".


وقد انقسم الجزائريون عبر مواقع التواصل بين مرحب ومنتقد للاعتراف الفرنسي وما تلاه من تصريحات لسياسيين ومسؤولين في بلادهم.


وشكك نشطاء في نية فرنسا دخول مرحلة جديدة مع بلادهم، خاصة أنها ترفض الاعتذار الكامل عن تاريخها الاستعماري.


ويرى نشطاء جزائريون أن الحكومة الفرنسية لا تزال "تتصرف بفوقية وتتعامل مع سجلها الاستعماري كأنها قضايا فردية أو عائلية بدلا من الإقرار بأنها سياسة ممنهجة قتلت وعذبت الآلاف".


وعاب جزائريون "صمت حكومتهم على طريقة الاعتراف الفرنسية".


ويقول محللون جزائريون إن التعامل الرسمي مع تصريحات ماكرون يعطي انطباعا بأن الجزائر "توافق على الاكتفاء بخطوات رمزية".


من هو علي بومنجل؟

يحظى علي بومنجل بمكانة كبيرة ورمزية خاصة ضمن قيادات ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.


ولا تزال صوره تزين مواكب المتظاهرين الشباب خلال الحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ عامين.


فهو مناضل سياسي ومحام عُرف بدفاعه المستميت عن أبناء بلاده.


ويصفه المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا بأنه "رجل ذو شجاعة استثنائية".


ولد بومنجل عام 1919، في كنف أسرة ثورية ومثقفة، ودرس الحقوق واقتحم عالم السياسة في سن مبكر.


فقد كان عضوا في حزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري، الذي أُسسه فرحات عباس، أول رئيس للحكومة الموقتة للجمهورية الجزائرية، سنة 1946.


كما كان من أوائل من التحقوا بـ"جبهة التحرير الوطنية".


وإضافة لعمله كمحام، عمل بومنجل صحفيا في جريدة المساواة الناطقة بالفرنسية.


كما لعب دورا هاما في التعريف بقضية بلاده في الداخل والخارج.


واعتقل بومنجل خلال "معركة الجزائر" سنة 1957، ليتعرض للتعذيب المتواصل على يد فرقة الجنرال الفرنسي بول أوساريس.


وفي 23 مارس/آذار من نفس العام، أخبرت فرنسا عائلته بأنه "انتحر، إلا أن عائلته ورفاقه أصروا على أنه تعرض للاغتيال بعد رميه من الطابق السادس لإحدى البنايات".


وبعد مرور 43 عاما، ظهرت الحقيقة من خلال مذكرات أوساريس عام 2000، وأقر بها قصر الإليزيه بعد ما يقارب 64 عاما من الإنكار.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 2