تركيا والولايات المتحدة: تراجع الثقة

إعداد - رؤى خضور

2021.02.27 - 10:26
Facebook Share
طباعة

 ازدادت العلاقات التركية الأمريكية توتراً بعد شراء تركيا نظام الدفاع الروسي s-400، الذي كشف عن التقارب التركي الروسي، وكان السبب المباشر في فرض عقوبات أمريكية تشمل حظر تراخيص وتصاريح صادرات السلاح الأمريكية لتركيا، فضلاً عن الاضطراب الحاصل جرّاء سياسة تركيا في الشرق الأوسط خصوصاً في شمال سورية، وسياستها العسكرية في ليبيا، ومن المتوقع أن تحمل كل هذه الملفات مزيداً من التوتر مع إدارة جو بايدن، وقد يكون من الصعب تكرار التقارب الشخصي الذي كان بين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان.

لطالما كانت إدارة العلاقات التركية الأمريكية صعبة حتى في الأعوام الأخيرة من إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق وليم بيل كلينتون، والتي كانت توصف بأنها "العصر الذهبي" في العلاقة، أما الأعوام العشر الماضية كانت متوترة، بل اقتربت هذه العلاقة من حافة الانهيار، وهناك الآن شعور بعدم الأمان يشعر به الجانبان، وسيكون إصلاح هذا الوضع معقداً للغاية، ومع ذلك، مع قليل من الجهد من كلا الجانبين قد يكون من الممكن استقرار هذه العلاقة.

ولعل أكثر القضايا تحدياً في العلاقات الثنائية هي أنظمة الدفاع الجوي الروسية S-400، فالتدهور الحاصل في العلاقات بين روسيا والغرب يجعل هذه المشكلة أكثر تجلياً، في نظر الأمريكيين أن موقف تركيا هذا إما تغيير في توجهها الاستراتيجي أو دليل على سوء تقدير، لكن في كافة الأحوال فإن حل هذه القضية هو الشرط الرئيس لتحسين رسمي في العلاقات مع واشنطن.

أما القضية الثانية المقلقة هي موقف أنقرة المقنع في بحر إيجه وشرق البحر الأبيض المتوسط، فهذا الموقف المبهم في رأي واشنطن يمس الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى ذلك، الخلافات العميقة في الرأي والسياسة فيما يتعلق بسورية والعلاقات الدبلوماسية التركية مع عديد من الدول الأوروبية.

في المقابل، فإن لدى تركيا مخاوف تتعلق بالسياسة الأمريكية، فهي تنظر إلى الولايات المتحدة على أنها حليف غير موثوق به خاصة في تجارة الدفاع، فضلاً عن معارضة أنقرة الدعم الأمريكي للمسلحين الأكراد في سورية.

على العموم، وفي ضوء المعطيات الراهنة، يبدو من غير المرجح أن تفرض إدارة بايدن عقوبات إضافية، على الأقل في المدى القصير، لكن في حال استمرار العقوبات أو إضافة عقوبات جديدة، فإن صناعة الدفاع التركية سوف تتعرض لضرر كبير، وقد تلجأ تركيا لأساليب مثل الشراء البديل وتنويع الموارد للتعويض عن هذه الأضرار.

بالرغم من كل الأزمات والملفات الخلافية وحتى مع بقاء العقوبات الأمريكية، فإن سيناريو الصدام والقطيعة مع تركيا أمر مستبعد، لأن سياسياً مخضرماً مثل بايدن يدرك أن استمرار الضغط على تركيا سيدفعها للتقارب أكثر مع روسيا، ما سيكون مكسباً استراتيجياً لموسكو وضربة قوية لحلف الناتو، وهو ما لا يريده بايدن بالتأكيد.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 2