الوظيفة.. حلم 70% من الجامعيين في سورية "الأولى في البطالة"

وكالة أنباء آسيا – نور ملحم

2021.02.19 - 09:58
Facebook Share
طباعة

 بعد محاولات بحث عديدة تمكّن الشاب سمير العبد الله من الحصول على عمل في إحدى الشركات الخاصة في دمشق بساعات عمل طويلة وأجر زهيد.

الشاب الثلاثيني مضطر للعمل، وبأي أجر كان، فالغلاء فاحش، والأوضاع المعيشية سيئة، وفُرص العمل شبه معدومة، وهو مسؤول عن إعالة عائلته، ولو بتأمين الخبز اليومي فقط.

يعاني الشباب والشابات في جميع المحافظات السورية من تردي الأوضاع الاقتصادية في ظل انعدام فرص العمل، ما يدفعهم للهجرة، أو العمل في مجال يختلف عن دراسته الجامعية، أو الاتكالية والاعتماد على المساعدات الإغاثية، وقد وصل الأمر بفئة من الشباب إلى قبول العمل في مجال البيع على البساطات أو كـ نادل في أحد المطاعم أو حتى سائق تكسي رغم حصوله على شهادة جامعية أخذت من عمره سنوات وسنوات. 

السفر هو الحل ...

يوضح الشاب مضر اليوسف لـ"وكالة أنباء آسيا" ما ينتابه نتيجة عدم قدرته على إيجاد عمل، وهو البالغ من العمر (28 سنة) حين فكّر بالسفر إلى إحدى الدول المجاورة للعمل في مجال البناء مقابل مبلغ يتعدى 800 دولار ولكن الظروف أوقفت هذا المشروع الذي كان سيدفن الفقر لو نجح، على حسب كلامه. 

يقول اليوسف: "أنا عاطل عن العمل لا أستطيع تكوين عائلة، ولا أستطيع حتى مجرد تأمين احتياجاتي الشخصية"، حاولت البحث عن عمل دون جدوى، ما دفعني بالتفكير بالعمل في دولة مجاورة في سبيل تأمين بعضٍ من المال.

في النهاية تمكّن مضر من إيجاد عمل في محل لبيع أجهزة الهواتف الذكية يمكّنه في نهاية الشهر من تأمين أجرة المنزل، وبعض مصاريفه، لكنه يحز في نفسه أنه لم يتسنَّ له العمل في مجال دراسته التي جهد في تحصيلها لسنوات أخدت من وقته وجهده.

للواسطة دور في التوظيف 

الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها سورية أنهكت اقتصاد البلاد، حوّلت قسم من الشباب إلى عاطلين عن العمل ومع ندرة فرص العمل ازدهرت ظاهرة السمسرة، والمحسوبيات والوساطة من أجل التوظيف وأكثر فئة تعرَّضت للتهميش في ظل هذا الواقع الاقتصادي هم أصحاب الشهادات والخبرات الذين لم يجدوا فرصاً مناسبة، فاتجهوا للعمل في مجالات بعيدة عن دراستهم وشهاداتهم العلمية.

منيرة السعيد، خريجة هندسة اتصالات، لم تستطع الحصول على عمل مناسب منذ تخرجها من الجامعة عام 2014 رغم محاولاتها التقدم للكثير من الوظائف إلا أنها لم تحظَ بواحدة منها.

تنتقد منيرة وبشدة سياسة المحسوبيات التي لا تهتم بالشهادات أو الخبرات، وتعتقد أن الواسطات وحدها الكفيلة بتأمين الوظيفة، وهي في الغالب تذهب لأقرباء ومعارف الإداريين حتى لو كانوا أُمِّيين.

حاولت الشابة إرسال سيرتها الذاتية لأكثر من عشر شركات، وخضعت للفحوص التحريرية، والمقابلة، وبعد شهور من عدم الرد، فوجئت بأشخاص تم توظيفهم، ولم يحضروا فحص المقابلة حتى". 

سورية الأولى عالمياً في البطالة 

احتلت سورية المرتبة الأولى عالمياً بمعدلات البطالة، ووفق منظمة العمل الدولية، فقد وصلت نسبة العاطلين عن العمل في سورية 50%، لتحتل بذلك المرتبة الأولى في العالم، وتليها السنغال!

وتشير الأرقام الرسمية، إلى أن نحو 450 ألف عامل استقالوا أو تم تسريحهم تعسفياً خلال سنوات الحرب، وبحسب الأرقام فهناك نحو 4 مليون عاطل من العمل، ما أدى إلى فقدان مصدر الدخل الرئيسي لـ 12.22 مليون سوري. 

70% عاطل عن العمل 

بالمقابل يؤكد الخبير الاقتصادي الدكتور سنان ديب في تصريح لـ"وكالة أنباء آسيا" ارتفاع نسبة البطالة في سورية يعود إلى شلل القطاعات الإنتاجية والخدمية، وتراجع الاستثمارات، وهروب رأس المال الداخلي والخارجي 

ويشير الديب إلى أنه لا توجد إحصائية دقيقة حول نسبة البطالة في سورية اليوم، وإن كانت التقارير تشير إلى نحو 70% كحد أدنى عاطلين عن العمل فهناك العديد من المعطيات التي تؤكد ذلك، منها تهدم 80% من منشآت القطاع الخاص الصناعي، وزيادة استهداف القطاع الزراعي عن 50%، وخروج 371 منشأة فندقية ونحو 400 مطعم عن الإنتاج، ما حوّل معظم العاملين في القطاع السياحي. 

وبين الخبير الاقتصادي قبل الأزمة كانت نسبة البطالة في سورية تتراوح ما بين 6 و8 % وهي نسبة مقبولة عالمياً، أما حالياً فأن معدلات البطالة ارتفعت إلى 53% وهي النسبة الأعلى عالمياً.

ومع استمرار أزمة البطالة بالتفاقم عاماً بعد عام يعيش الشباب السوري على أمل إعادة الاستقرار إلى بلدهم، وإيجاد أجواء آمنة للاستثمار، وإعادة بناء مؤسّسات الدولة، وتوفير وظائف لأصحاب الشهادات بعيداً عن المحسوبيات، ومنح الأولوية لذوي الكفاءات والخبرات.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9