كتبَ يوسف رزقة: حدث بُعَيْد مباحثات القاهرة

2021.02.16 - 10:50
Facebook Share
طباعة

 انتهت جولة القاهرة بين الفصائل ببيان ختامي توافقي، بدأت القيادات في العودة إلى غزة، لم تصدر عنها تصريحات محددة تخالف البيان الختامي مخالفة كبيرة، ولكن ثمة مخالفات مهمة منها: رفض الجهاد المشاركة في الانتخابات لعدم تضمين البيان فقرة تخرج الانتخابات من سقف أوسلو، وتحفظت الجبهة الشعبية للسبب ذاته، وتركت موقفها معلقًا بين المشاركة وعدم المشاركة، وانتقد موسى أبو مرزوق القيادي في حماس، تأجيل بعض القضايا الخلافية، منها: قضية الموظفين وحقوقهم ووضعهم القانوني.


بعد هذه الجولة من المباحثات، باتت الأراضي االفلسطينية أقرب إلى إجراء الانتخابات التشريعية في موعدها بحسب المرسوم الرئاسي، ولكن لم نصل إلى درجة اليقين، حيث اتفقت الفصائل على لقاء آخر يُعقَد في مارس لمقاربة ما قُفِز عنه، وبعض ما قُفِز عنه يمثل ألغامًا قابلة للانفجار إذا لم تلمسها يد وطنية وحدوية وتصالحية، أي إن التعطيل وارد.


ولأننا على مسافة قريبة من العملية الانتخابية، حدث أمران غير ما سبق بُعَيْد مباحثات القاهرة، الأول: تمثل في بدء عودة كوادر من قيادات تيار فتح الإصلاحي الذي يرأسه دحلان لغزة، بغرض الإعداد العملي للمشاركة في الانتخابات بقائمة مستقلة على أرجح التوقعات، حيث يرفض عباس دمجهم في قائمة فتح، وهذا يعني أننا ربما نشهد ثلاث قوائم لفتح في انتخابات التشريعي، الأولى قائمة عباس، والثانية قائمة البرغوثي، والثالثة قائمة دحلان. والحدث الثاني هو إرسال إسماعيل هنية رئيس حركة حماس رسالة لأمير قطر فيها أربعة مطالب ذات مغزى، وهي: مطالبة قطر بضمان إجراء الانتخابات الثلاث في مواعيدها بحسب المراسيم، والثاني: ضمان نزاهتها وحريتها في الضفة والقطاع، والثالث: العمل مع المجتمع الدولي لمنع (إسرائيل) من عرقلتها، والرابع ضمان إجرائها في القدس، واحترام المجتمع الدولي للنتائج.


هذه المطالب ذات مغزى لحركة حماس ولمشاركتها التي جاءت استجابة لمطالب دول عديدة ومنها دولة قطر، وهي مطالب تشير إلى تخوفات حماس المشروعة، وتشير أيضًا إلى أن احتمالات الإخلال الذاتي والغيري بهذه القضايا هي احتمالات قائمة ولا يمكن إغفالها، ومن ثمة تقول الرسالة إن حماس تُقدِم على الانتخابات وهي تعلم مسبقًا مخاطر هذا الإقبال، الذي يصفه بعض المنتقدين لتنازلات حماس بالمغامرة. حماس بعد هذه التجربة الطويلة والغنية في السياسة وإدارة الحكم، والمعرفة الجيدة بالعلاقات العربية والدولية أظنها تضع أقدامها ثابتة على طريق جيد رغم مخاطره المتعددة.

المقال لا يعبّر عن رأي الوكالة وإنما يعبر عن رأي كاتبه فقط

 

 
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9