يستذكر العراقيون في مثل هذا اليوم من كلّ عام ما يسمونه بـ"اليوم الأسود" فجر يوم الثلاثاء 13 من فبراير/شباط عام 1991، إذ قصفت مقاتلتان أميركيتان أحد الملاجئ بحي العامرية وسط العاصمة بغداد في إطار عملية عاصفة الصحراء التي شنّها تحالف دولي لإخراج القوات العراقية من الكويت.
ورغم مرور 3 عقود على القصف الأميركي فإن عددا من الأسئلة ما زالت تحوم حول الحادثة دون وجود إجابات واضحة عنها؛ أبرزها كيف حصلت المخابرات الأميركية على المعلومات الدقيقة المتعلقة بالملجأ؟ ومن أين حصلوا على المعلومات الخاصة بذلك؟
صفحات التاريخ الأميركي ممتلئة بكثير من المشاهد المرعبة ضد المدنيين العزّل سواء كانت بحروب دامية أو بقصف جوي، وتعدّ جريمة ملجأ العامرية واحدة من الشواهد على ذلك، كما يقول أستاذ التاريخ في جامعة بغداد، عبدالكريم الأعرجي، واصفا هذه الجريمة بأنها "وصمة عار" في وجه صنّاع القرار العسكري والسياسي في أميركا.
ويؤكد الأعرجي أن الولايات المتحدة حصلت على معلومات سريّة عن الملجأ عن طريق تقنيّاتها التكنولوجية العالية، ويرى أن الضربة الأميركية لم تكن عبثية بل كانت موجعة جدا وأن الغرض منها كان قتل الأبرياء فقط.
واستذكر مشاهد مما عاشه في تلك اللحظات مثل أغلب الشعب العراقي، وكيف كان العراقيون يعيشون حالة رعب جراء القصف وأصوات القذائف الأميركية التي كانت تسقط عليهم وتستهدف المدنيين والأبرياء.