هذا ما يتوقعه علوش والخطيب من تصعيد في خطاب الحريري غداً

يوسف الصايغ – بيروت

2021.02.13 - 06:07
Facebook Share
طباعة

 بسحر الرئيس إيمانويل ماكرون الساعي الى تحقيق إنجاز له في الشرق الأوسط عبر البوابة اللبنانية، حط الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بالأمس في قصر بعبدا، وعقد لقاءً مع رئيس الجمهورية ميشال عون لم يحمل في طياته أي جديد، على صعيد تذليل العقبات التي تحول دون ولادة الحكومة الحريرية المنتظرة.

 وسرعان ما تبين ان لقاء بعبدا كان عقيماً، وانعكس ذلك من خلال موقف الحريري التصعيدي من على منبر القصر الجمهوري، الأمر الذي وضعته مصادر سياسية متابعة في سياق التحضير لخطاب الحريري المرتقب يوم غد الأحد، بذكرى اغتيال والده الرئيس رفيق الحريري السادسة عشرة، وعليه ترى المصادر ان خطاب الحريري بذكرى الرابع عشر من شباط تكتسب أهمية إستثنائية هذا العام، بظل الواقع السياسي المأزوم حيث سيكون خطاب رئيس تيار المستقبل العالي السقف مطلوباً لشد عصب التيار الأزرق، وعليه باتت الأنظار تتجه الى خطاب الحريري في "الأحد الكبير"، والذي سيشكل البوصلة السياسية للفترة المقبلة، حيث تشير التوقعات ان الحريري سيفتح في خطاب الغد مرحلة جديدة المواجهة السياسية مع العهد وفريقه السياسي، وبالدرجة الأولى مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، فهل تكون ذكرى 14 شباط عنواناً للتصعيد السياسي في لبنان؟

علوش

على ضفة تيار المستقبل يشير نائب رئيس التيار د. مصطفى علوش في حديث لوكالة أنباء آسيا الى ان ردة فعل رئيس الجمهورية معروفة بأنه لا يريد ان تتشكل حكومة ان لم يكن مسيطرا عليها جبران باسيل، وبالتالي سعد الحريري لن يقبل بهذا الأمر لأن الحكومة الوحيدة القادرة على انقاذ البلد هي حكومة مستقلين".

ووفقا لتوقعات علوش فإن احتمال التفاهم بين الحريري وعون يبدو غير وارد، مُحملا رئيس الجمهورية مسؤولية إنسداد الأفق الحكومي، وإذ يدعو نائب رئيس التيار الأزرق الى إنتظار ما يمكن أن يقوم به الفرنسيين، يرى ان ما يهم رئيس الجمهورية هو مستقبل صهره أي الوزير جبران باسيل.

وحول كلام الحريري في بعبدا أمس والذي وضع في سياق وضع اللاءات، يشير علوش الى ان الحريري أعلن عن الشروط التي تبينت له خلال لقاءاته في الخارج، والتي تسمح للحكومة ان تكون منتجة وتتلقى المساعدات، أما عن مواقف الحريري المرتقبة في ذكرى 14 شباط يدعو نائب رئيس تيار المستقبل الى انتظار مواقف الحريري يوم غد، مشيرا الى انه كان يحاول ان يعطي أقصى ما يمكن، لانه كان هناك كلام بأن الحريري لم يقم بزيارة قصر بعبدا وان الأبواب مفتوحة امامه، في وقت كان من المفترض ان يعتذر رئيس الجمهورية من الرئيس الحريري قبل زيارة الأخير الى قصر بعبدا، لكن الحريري تصرف كرجل دولة، كما نفى علوش علمه بوجود دور للرئيس الفرنسي وراء زيارة الحريري الى بعبدا.

وعن زيارة ماكرون يشير علوش الى ان مشكلة السعودية ليست مع فرنسا او مع سعد الحريري، بل مع طبيعة الحكم في لبنان واذا ما كان هناك وجود لشخصيات تسيء للعلاقة مع السعودية، ويختم علوش مشير الى ان مواقف الحريري بذكرى 14 شباط ستشكل البوصلة للمرحلة السياسية المقبلة في لبنان". 

الخطيب

أما التيار الوطني الحر فيرى عبر نائب رئيسه الوزير السابق طارق الخطيب في حديث لوكالة أنباء آسيا أن "جولة الحريري الى الخارج كانت شخصية بجزء كبير منها، حيث يسعى الى حل مشاكله مع السعودية وبعض دول الخليج، وليست مرتبطة بملف الحكومة، لافتاً الى ان زيارته الى الرئيس عون بالامس جاءت استكمالا للزيارات السابقة، من اجل تحقيق هدف واحد وهو ذر الرماد في العيون وايهام اللبنانيين ان العرقلة بتأليف الحكومة تأتي من فخامة الرئيس، في وقت بات واضحاً ان الحريري هو من لا يريد تشكيل حكومة الا برضى السعوديين، لكن يبدو ان الضوء الأخضر لم يحصل عليه بعد، ما يدفعه الى البحث عن أعذار ليتهم الاخرين بها بعرقلة تشكيل الحكومة.

ويضيف الخطيب مشيرا الى ان "الحريري شت عن مبدأ وحدة المعايير التي التزم بها مع رئيس الجمهورية، وهدفه الغاء دور رئاسة الجمهورية ووجود المسيحيين واعادة عقارب الساعة الى الوراء، عندما كانوا يختارون رئيس الجمهورية ويقررون عن المسيحيين لكن هذه الامور لا تمشي مع الرئيس عون".

كما يشير نائب رئيس التيار الوطني الحر الى ان "الحريري استبق ذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري بزيارة الى قصر بعبدا بهدف تزخيم كلمته غدا الأحد في ذكرى 14 شباط، والملفت ان الحريري ولأول مرة يصرح من قصر بعبدا بموقف حاد بحسب الخطيب، ويتابع:"كما من الواضح ان خيار الرئيس الحريري نهائي بعدم التصرف او اتخاذ اي قرار دون رضى السعودية، وهذا هدفه من زيارة الخارج من اجل استعطاف الدول لحل خلافه مع المملكة العربية السعودية، ونحن نتمنى ان تكون علاقة الحريري جيدة مع كل الدول لا سيما العربية لكن يبدو انه لم ينال الرضى المطلوب".

 ويختم الخطيب متوقعا ان يكون خطاب الحريري يوم غد تصعيديا باتجاه العهد والتيار الوطني الحر، لا سيما بعد كلامه الاخير والذي جاء بعد لقائه فخامة رئيس الجمهورية، حيث سيسعى الى اعلان براءته ورمي الاتهامات على الاخرين، ويشير لخطيب الى ان الحريري لم تعد لديه اي حجة بعد اعلان الرئيس نبيه بري انهم سلموا الحريري اسماء الوزراء الشيعة الاختصاصيين، كما قام الوزير جنبلاط بتسمية وزيره، لكن يبدو ان الحريري يريد تسمية الوزراء السنة والمسيحيين ايضاً وهذا ما لم يمر، لذا ندعوه الى اعتماد وحدة المعايير ونحن مع تشكيل الحكومة الامس قبل اليوم".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7