الحرب الإلكترونية.. السلاح الأكثر فتكًا

إعداد - رؤى خضور

2021.02.01 - 03:02
Facebook Share
طباعة

 حرب "لن ترى أسلحتها ولن تسمع لها صوتًا، ولن تشم رائحة البارود المحترق فيها، لكن إذا نجح العدو في استهدافك، ستحرق طائراته كل شيء"، هكذا لخّص أحد الضباط الأمريكيين تعريف الحرب الالكترونية، باعتباره أحد المتخصصين فيها.


وتشمل الحرب الإلكترونية استغلال أحد الخصوم للتكنولوجيا الإلكترونية بهدف منع الطرف الآخر من استخدامها ضده، بما في ذلك اختراق جميع المعاملات التي تجري عبر الإنترنت، وخلط الأوامر أو المعلومات المتداولة في نظم الاتصالات التي يستخدمها الخصم (فعلى سبيل المثال، تقوم دولة ما بإدخال فيروس إلى نظام إلكتروني لدولة أخرى ينتج عنه تخريب تلك المنظومة وإصدار أوامر أو بث معلومات مغلوطة للقائمين على هذا النظام).

وتبدو الولايات المتحدة عرضة للخطر أكثر من أي وقت مضى بعد اكتشاف الباحثين مؤخرًا نقاط ضعف متعددة يمكن أن تؤدي إلى التحكم بالتعليمات البرمجية عن بُعد داخل مكتبة NITRO مفتوحة المصدر التي تستخدمها وزارة الدفاع والاستخبارات الفيدرالية لتخزين ونقل الصور الرقمية الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، وذكر آدم نيكولز، مدير أمن البرمجيات، لـموقع SC Media أن "الصور الموجودة في المكتبة مصحوبة ببيانات مرتبطة مثل الإحداثيات الجغرافية، وإذا كان المهاجم قادرًا على الحصول على صورة في أي من الأنظمة المستخدمة في هذه المكتبة، فيمكنه الاستيلاء على أجزاء أو حتى الجهاز  بالكامل"  ،ما يضعنا أمام التفكير بالعصر الجديد من الحرب الرقمية التي تستبيح حدود الدول أمام التلاعب والهجوم من خلال جعل البيانات الداخلية عرضة للتدخل والتوجيه من قبل أي شخص في أي مكان تقريبًا، ورغم أن المعارك في هذا المجال الأثيري قد تكون افتراضية، إلا أن عواقبها قد تكون حقيقية ومؤذية، وهذا ما حصل في الهجوم الإلكتروني الأخير على الولايات المتحدة الذي اتهمت به روسيا، والذي تضررت جرّاءه 50 شركة بشكل بالغ. 


هنا ينبغي أن نعي أن الهدف من هجمات الفضاء الإلكتروني على أنظمة المعلومات ليس بالضرورة إتلاف أو تدمير أو استغلال النظام المستهدف، إنما "تقويض الثقة في المؤسسات العامة التي تدعمها هذه الأنظمة" حسب تقرير RAND Brandishing Cyberattack Capabilities، ويذكر أن روسيا تطور وسائل حرب إلكترونية ربما تجعلها الأولى عالميًا في هذا المجال، وفقًا لمركز جورج تاون للدراسات الأمنية الأمريكية، في حين صرح بنيامين نتنياهو في بيانه عام 2019 عن إنجازات حكومته أن الكيان الصهيوني يسيطر على 90% من بروتوكولات نقل البيانات في العالم.

بينما تفتقر أنظمة الدول العربية للتقنيات التكنولوجية التي تسمح لها بخوض هذا النوع من الحروب، تُستثنى منها دولة الإمارات بعد الاتفاقيات الثنائية مع الكيان الصهيوني، والتي بلغت قيمة مستورداتها من التقنيات الإلكترونية الصهيونية 6.5 مليار دولار، بالإضافة إلى مجموعة قرصنة في لبنان، تدعى "الأرز اللبناني" المدعومة من حزب الله، والتي تمكنت مؤخرًا من جمع معلومات استخبارية وسرقة قواعد بيانات تحتوي على معلومات حساسة، وفقًا لتقرير شركة صهيونية.

بالطبع هذه المفاهيم ليست رصاصات سحرية قادرة على إلحاق الهلاك الكارثي الذي يتخيله البعض، لكنها علامات على أن القوى العالمية قد أدركت تغير طابع المنافسة الجيوسياسية في بيئة لا تشبه تلك التي ولدت الحروب في القرن العشرين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2